تُعرّف هذه الدراسة حقل دراسات الذاكرة بوصفه مجموع مقاربات "بينتخصصية" في العلوم الإنسانية والاجتماعية، تتعامل مع التصورات المجتمعية للماضي الجمعي بأدوات منهجية متنوعة، جرّت إليها اهتمامًا من التخصصات العلمية المختلفة في الغرب، لم يصل صداه على النحو المطلوب إلى الممارسة البحثية العربية. يُبرز المحور الأول كيفية تبلور هذا الحقل، عبر تقديم نبذة بشأن أهم النظريات التأسيسية التي وضعها كل من موريس هالبفاكس وبيير نورا وأسمان وريكور. وعلى هذه الأساس يتطرق كل من المحور الثاني والثالث والرابع إلى دراسات الذاكرة في العلوم التاريخية والاجتماعية والأدبية، على التوالي، في حين يهتم المحور الخامس بوضع الدراسات الذاكراتية في العلوم الاجتماعية والإنسانية العربية، لينتهي إلى وجود قصور عربي في هذا الميدان البحثي، ثم تختم الدراسة بمجموعة مقترحات لتعزيز التعامل العربي مع هذا الحقل العابر للتخصصات.