هذه ترجمة للفصل الحادي عشر من كتاب الإبادة الجماعية: مقدمة شاملة، للمؤلف آدم جونز، وفيه يلاحظ أن على الرغم من أن حقلي علم الجتماع والأنثروبولوجيا متمايزان فإنهما يشتركان في الهتمام بالصيرورات المجتمعية والثقافية، وفي تجنّبهما حتى تاريخ حديث، الخوض في قضايا الإبادة وإرهاب الدولة. إل أن مجموعة من علماء الجتماع والأنثروبولوجيا ساهمت منذ عقود، في تغيير هذا الوضع وباشرت في دراسة ظاهرة الإبادة. يتناول المبحث الأول من الفصل ظاهرة الإبادة من المنظار السوسيولوجي كظاهرة حديثة ارتكزت على الأيديولوجيا ولدور ،» إثني « القومية والتطور التقني والعقلانية البيروقراطية، وعلى كونها صراعًا ذا جانب في تبريرات مرتكبيها. فيما عرض المبحث الثاني المنظار » الأقليات المهيمنة على السوق « الأنثروبولوجي للإبادة الجماعية الذي استطاع التغلغل في المجتمع للنظر إليه من الداخل، وقّدّم دراسات عن الإبادة متميزة وغير مطروقة، مثل أعمال علماء الأنثروبولوجيا العدليين. وجاء ذلك على العكس من بدايات الأنثروبولوجيا التي كانت منحازة لمصلحة الأنظمة الستعمارية.