الجماعات المتخيَّلة: تأملات في أصل القومية وانتشارها يُعرّف بندكت أندرسن الأمّة بأنّها "جماعة سياسية مُتَخَيَّلَة". وبذلك، ينقل دراسة المسألة القومية إلى مستوى غير مسبوق، ويغيّر المنظور والوسائل التي كان يُعالَج بها هذا الموضوع، فاتحاً عهداً جديداً في النظر إليه ومدشَّناً حقولاً بحثية تكاد تكون جديدة تماماً في مقاربته. هكذا، تنطلق رحلة هذا الكتاب من التعريف الجديد لتعود إلى تتبّع جذوره الثقافية قبل أن تواصل دراسة اللغة والطباعة. حركة الموظفين والطلاب بأمدائها وحدودها، والثورات المعجمية والفيلولوجية التي رفعت من شأن اللغات القومية، واضطرار الأباطرة إلى الظهور بإهاب قومي خشية القوميات الشعبية الناهضة، والقوميات المعادية للاستعمار، وصولاً إلى دراسة المتحف والتعداد والخريطة والقوميات المعادية للاستعمار، وصولاً إلى دراسة المتحف والتعداد والخريطة والذاكرة... بوصف ذلك كلّه أدلّة على بروز زمن جديد فارغ متجانس هو زمن الأمّة.