إن البحث في إشكالية التاريخ الطبيعي للدين تستوجب محاولة الإجابة عن سؤال، هو: كيف نفكر في الدين من منظور فلسفي وعقلاني، بعيدًا عن التأريخ له من قلب الدين نفسه؟ ومحاولةً للإجابة عن هذا الإشكال، فقد اعتمدنا في بحثنا هذا على تصور أحد رواد الفلسفة الحديثة، وهو الفيلسوف التجريبي ديفيد هيوم الذي كان من أكبر أعداء الدين والميتافيزيقا، وأحد زعماء النزعة الشكية. وبناءً على توجهه الفلسفي هذا، تطرقنا إلى مجموعة من القضايا والإشكالات، من أهمها: أصل الدين ونشأته، والمقارنة بين التوحيد والوثنية من حيث الأسبقية التاريخية، والتسامح الديني ومدى حضوره أو غيابه في الأديان جميعها، ثم صورة الإله بالنسبة إلى الإنسان المؤله وتأثيرها في تمثّله لذاته ونظرته إلى العالم.