يسعى هذا البحث لمتابعة أهم إبدالات تأويل النص الأدبي من الوضعية النقدية التي قاربت النصوص الأدبية؛ بوصفها حاملة لدلالة أحادية جاهزة هي وليدة تمثيل سياقاتها الخارجية، وبوصف مهمة المؤول تتحدد في اكتشافها، مرورًا بسلطة النصية مع البنيوية بسبب رهنها لنجاعة الممارسة النقدية وإنتاجيتها بتوصيف شعرية النصوص، وتحليل مظاهر أدبيتها ووحدتها الفنية المتجانسة، فضلًا عن خطاب ما بعد البنيوية الذي غالى في متاهة التأويل ولانهائيته من جراء تركيزه على مظاهر الانفتاح الدلالي في النصوص الأدبية، ووصولًا إلى الدراسات الثقافية التي حاولت تجاوز إغراق النظرية الأدبية في النصية ومتاهة التأويل؛ انطلاقًا من المناداة بتجذر النصوص والخطابات في سياقاتها الدنيوية والتاريخية، وتدثرها بأنساق ثقافية مضمرة تشي بالتشابك الوطيد بين المعرفة والسلطة.