تعرض هذه الورقة قضايا الحدود بين السودان وجنوب السودان تحليليًا، وتقف على تطورها تاريخيًا؛ منذ اتفاقية السلام الشامل عام 2005، مرورًا بتقرير لجنة ترسيم الحدود والنزاع على عدة مناطق حدودية ومراحل التفاوض حولها (دبة الفخار، وجبل المقينص، ومنطقة كاكا التجارية، ومنطقة حفرة النحاس، وكافيا كنجي، ومنطقة " 14 ميل"، وكذلك أبيي)، إضافة إلى محاولة دراسة التأثير الذي أحدثه الانفصال في المجموعات السكانية على طول الحدود. وجدت الورقة أنّ قضايا الحدود بين السودان وجنوب السودان لا يمكن حلّها عبر التحكيم، أو الاستفتاء، أو حتى الترسيم. فنمط الحياة على الحدود والكثافة السكانية المرتبطة بها أفرزا تعقيدًا سيستمر فترةً طويلةً جدًا قد تتجاوز المئة عام القادمة، إلا في حالة حدوث تحوّل جذري في نمط حياة المجتمعات على جانبَي الحدود. ويبقى حلّ الحدود المرنة هو الحل المنطقي الوحيد الذي يمكن أن يؤسس لسلام دائم وثقة متبادلة بين قبائل المنطقة.