تركز الدراسة، اعتمادًا على مقاربة سوسيولوجية جندرية، على حالة اللامرئية التي تعيشها السوريات بسبب هيمنة منظومة ثقافية ذكورية مشتركة ومهيمنة في المجتمعين الوافد والمضيف، زادت من حدتها وطأة الأصول الاجتماعية للاجئين. وقد بينت الدراسة أن حالة اللامرئية التي تعيشها اللاجئات السوريات تقابلها دينامية تدفع إلى النقيض على مستوى العلاقة بين الزوج والزوجة في الإطار العائلي. ففي حين ظلت سوق العمل التونسية شبه مغلقة أمام الرجال اللاجئين لأسباب قانونية واقتصادية، أهَّلت بعض المهارات الحرفية الخاصة اللاجئات السوريات للعمل بالقطاعات غير المهيكلة، وساعدتهن قدراتهن على التدبير والتكيف مع الوضعيات القصوى، وعلى اكتساب موقع أفضل، مقابل هشاشة موقع الرجل.