يتناول هذا البحث أحد أهم الفاعلين في الحقل الديني بالمجتمع القروي المغربي. ويتعلق الأمر بـ "الفقهاء المشارطين" الذين استهدفهم مشروع إصلاح تبنته الدولة منذ عقد من الزمن. ويرمي هذا الإصلاح إلى تأهيل هذه الفئة وتأطيرها؛ من أجل أن تنشر الإسلام الذي تبنته الدولة في القرى المغربية. وقد تفاعل في هذا الحقل كل من الدولة باعتبارها مالكًا لرأسمال رمزي ومادي قوي، و"الفقيه المشارط" بوصفه عنصرًا يمارس إسلامه الشعبي الذي تراهن عليه الدولة، والجماعة التقليدية بوصفها مؤسسة تسهر على تدبير أمور القرية وتعيين الفقيه، والمعارضين للتدين الرسمي. وقد تساءلنا عن الإستراتيجيات التي يتبعها كل عنصر داخل الحقل الديني المحلي من أجل التحكم في موازين القوى داخل القرية.