تركت كتابات حنا بطاطو وعلي الوردي بصماتها على نظرتنا إلى المجتمع والتاريخ في العراق الحديث. ففهمنا لتاريخ العراق اليوم وسياساته مرتبط بمنهجيات بطاطو والوردي المتميزّة. أن يكتب بطاطو عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وتصفيته على يد حزب البعث، في أواخر السبعينيات حين كان النظام البعثي في ذروته، فذلك يعبّر عن إيمان بقدرة التعبئة الشعبية على اجتراح تغيير في المجتمع. إلا أن علي الوردي لم يكن لديه إيمان مماثل. فقد رأى أنّ سياسات حركة التمرّد في عام 1920 التي سجّلت وفقًا للتأريخ الوطني ولادة دولة العراق الحديث، كانت غارقة في الولاءات الطائفية والقبلية. وقد أظهرت مقاربة الوردي الإثنوغرافية أنّ شخصية العراقيين الثقافية حالت دون استيعابهم للأشكال غير الطائفية في التعامل على الصعيد الاجتماعي.