تحاول الدراسة تتبع الرهانات التي يطرحها الفعل الشبابي غير الاحتجاجي، من جهة أن الإمساك بتلك الرهانات ربما يتيح فرصًا أفضل لدراسة الحقل الشبابي في السودان وتحليل توتراته الداخلية، بما يمهد للاقتراب من السؤال عمّا إذا كنا إزاء تغيرات في آليات اشتغال الحقل، وإن كان هذا التغير يَعِدُ بإعادة بناء المجال العام. وتطبق الدراسة على بعض المبادرات المدنية في السودان، وتركز الفرضية التي تسعى إلى مناقشتها على أن السلطة بإضعافها/ تأميمها المجتمع المدني، بمعناه المؤسساتي، وبتقليصها الدولة إلى مستوى أجهزة القمع فيها، كانت توفر الشرط الملائم لدفع كتلة شبابية كبيرة صوب البحث عن أشكال أخرى تصلح أداة للفعل الجمعي المستقل، بدأ من خلالها الشباب في اجتراح شكل جديد للمقاومة، لا من خلال حملات نضالية مسيسة، بل عبر تجذير حضورهم ضمن المجال العام.