شهد وضع المرأة الجزائرية في السنوات الأخيرة تحولات سوسيوثقافية مهمة، وهو ما مكّنها من الاضطلاع بأدوار جديدة سمحت لها بالمشاركة في العملية التنموية. لكن ذلك لم يؤدِّ إلى تحريرها من هيمنة ثقافة النظام البطريركي/ الأبوي الذي ظلت تقاومه بوسائل مختلفة. وفي هذا الإطار، تَعتبر هذه الدراسة الهجرة السرّية أو " الحَرْقة "، التي بدأت بعض النساء الجزائريات في ممارستها بمخيال التحرر الاجتماعي، مثالًا لحراك نسوي من نوع جديد، وإن أخذ طابعًا فرديًا أو أسريًا فحسب، يندرج ضمن هذه المقاومة. تعددت دوافع ذهاب "الحَرّاقات" بين العامل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، لكنهن اشتركن في اعتبار "الحَرقة" مشروعًا يهدف إلى البحث عن حياة أفضل في مجتمع تحرري آخر.