تنطلق هذه الدراسة من رؤية قوامها أنَّ التراث بما يشتمل عليه من فلكلور وعادات وتقاليد، وغير ذلك من الموروث الشعبي، ظاهرة تاريخية يلتقي فيها الحاضر والماضي، ومن أنَّ مقاربة التعبير الثقافيِّ للشعوب من شأنها أن تزيدنا معرفةً بوعيها الجماعيّ؛ بالنظر إلى أنَّ كثيرًا من تمثّلاتها ومبادئها وقيمها ثاوية في العامية التي تتداولها. وتبحث الدراسة في ظاهرة من الظواهر الثقافية اللامادية مدارها على الأمثال الشعبية التونسية وما تعلَّق بها من أنواع أدبية أخرى؛ من قبيل "الشعر الشعبيّ" و"الأغنية" و"الحكاية"، في موضوع الترغيب في العمل والتحضيض عليه من منظور حجاجيٍّ. وفي أثناء ذلك تُعنى الدراسة ببعض النواحي الأدبية في الثقافة الشعبية، وتسعى لتحليل ما اشتهرت به هذه الثقافة من أقوال سائرة متعلقة بموضوع العمل، محاوِلةً تعرُّفَ خصائص البيئة الاجتماعية التي نشأت فيها هذه الأقوال، وما تضمَّنته من قيم اجتماعية وإشارات تاريخية متعلقة بزمن القول، واستجلاءَ ما فيها من علامات دالة على امتثال التقاليد الثقافية من جهة، وإرهاصات تغيّر هذه التقاليد في المجتمع التونسيِّ، أو تغييرها، من جهة أخرى.