سُوّرت المدن الإسلامية بعد تشييدها، وكان الهدف من ذلك حماية الساكنة الحديثة العهد بالاستقرار، مع جعل السلطة في مأمن من كل طامع في تقويض هيمنتها على المجالات القريبة والبعيدة على حد سواء. وانطلاقًا من كون المدن ممرات إجبارية للوصول إلى جهات أخرى، فقد فُتِحَت في أسوارها أبواب تعدُّ منطلقًا نحو مجالات أو مدن بعيدة، وهو ما فرض تسميتها إما بالوجهة التي ترمي إليها، أو بالإثنية التي تتحكم في مجالها سواء داخل السور أو خارجه. خضعت فاس وغيرها من مدن العالم الإسلامي لمنطق التأسيس نفسه، ما جعل أبوابها المتعددة تحمل دلالة تاريخية عن الاستقرار بمجالها، لكن هل تدل أسماء الأبواب على حقيقتها؟ إنه سؤال يطرح على كل الباحثين في تاريخ الغرب الإسلامي الوسيط للإجابة عن بعض دفائنه التي لم تبح بأسرارها.