يُعدّ علم الوراثة مجالًا حديثا نسبيًّا، أما علم الجينوم فهو مجال أحدث يشهد نموًا سريعًا جدًا، ولا تزال معاييره تشهد نقاشًا وشدًّا وجذبًا بين أهل المهنة. ولذا لا يثير دهشتنا أن نرى من لا يمتهنون علم الجينوم وهم يعانون ويكافحون في سبيل مواكبة أحدث التطورات في هذا العلم وما لها من انعكاسات وتبعات أخلاقية. ولا يمثل علماء الدين المسلمون استثناءً من هذه القاعدة، بل يفاقم من الفجوة المعرفية لديهم ندرةُ حصولهم على الفرصة لمناقشة التساؤلات الأخلاقية المثارة حديثًا مع خبراء رفيعي المستوى متخصصين في هذا الميدان الجديد المسمّى "علم الجينوم". ونظرًا إلى وزن الأحكام الدينية وتأثيرها في الجدل الأخلاقي الدائر بالبلاد الإسلامية، ووتيرة التطور الذي يشهده علم الجينوم واختراقه السريع لجوانب متزايدة من الصحة البشرية، فإن من الأهمية القصوى طرح نماذج إبداعية، تضمن مشاركة العلماء المسلمين في الوقت الملائم بعد حصولهم على معلومات كافية عن الخلفية العلمية ذات الصلة. وبناءً عليه، تستعرض هذه الورقة البحثية جوانب مهمة في علم الجينوم البشري تتعلق بالصحة والمرض، وتحاول تسليط الضوء على التساؤلات الأخلاقية المصاحبة لها، والتي نأمل أن تفضي إلى إطلاق نقاشات واسعة وطويلة المدى.