تتأطر دراسة الفن في خطاب النقد الثقافي ضمن المدار الدينامي لهذا الخطاب المقترن بكشف مفهوم الفن في الخطاب النقدي لإدوارد سعيد، كما ظهر في منجزه النقدي "عن الأسلوب المتأخر: موسيقى وأدب عكس التيار"، حيث درس الفن وطبيعته وميزته وإنسانيته، وأبرز أبعاده ودلالاته من زاوية النقد الثقافي. لهذا، تتصل الدراسة بالخطاب النقدي الذي بلوره سعيد، والمنصب على الأنواع والتعابير الفنية المختلفة، قصد توضيح مفهوم للفن بصفة عامة. وبهذا المعنى، فإن الدراسة تقترن بمحاور تستقي أساسها من الخلفية الإبستيمولوجية الضابطة لنقد النقد، بوصفه خطابًا مرتبطًا بدراسة النصوص النقدية بما يلائم محمولاتها ومكوناتها الفنية والجمالية وأنساقها المضمرة. كل هذا من أجل إبراز طبيعة الفن في الخطاب الثقافي لسعيد، خاصة في كتابه عن الأسلوب المتأخر.