حضرت جمعيات قدماء تلاميذ المدارس والثانويات الفرنسية الإسلامية حضورًا خافتًا في الكتابات التاريخية المغربية المختلفة، ويعود ذلك إلى شح مصادر الموضوع، أو إلى الاهتمام بالوقائع والمؤسسات السياسية أكثر من الاهتمام بـالمؤسسات الجمعوية. وحتى رواد الحركة الوطنية الذين عايشوا حدث الاستعمار الفرنسي وشاركوا في تطور العمل الوطني، لم يتعرضوا لهذا الموضوع إلا لمامًا، في معرض الحديث عن حدث تاريخي معين، باستثناء محمد حسن الوزاني الذي أفرد في مذكراته مذكرات حياة وجهاد صفحات لهذه الجمعيات وغيرها. من هذا الإشكال كان المنطلق. أما الهدف، فهو إبراز دور جمعيات قدماء تلاميذ المؤسسات التعليمية الفرنسية الإسلامية المغربية في العمل الوطني، باعتبار أنها كانت آلية من آليات الاستقطاب والتأطير والتنظيم لدى النخبة المغربية، وإظهار أهمية الممارسة الجمعوية في المغرب زمن الاستعمار، على الرغم من جنينية هذه المؤسسات في المجتمع. وأشار ذلك إلى نشوء مجتمع مدني حديث، بمؤسسات بدت كأنها تعوض تلك التقليدية التي طبعت حياة المغاربة في فترات طويلة من تاريخهم. ومن هنا نتساءل عن كيفية نشوء العمل الجمعوي في المغرب؟ وكيف سخّره المغاربة لخدمة العمل الوطني؟