تحاول هذه الدراسة، متوسلة بالمنهج البيوغرافي، إعادة بناء سرة كل من الراهب البلجيكي نيكولاس كلينرد والفقيه التوني محمد بن خروف، مع التركيز على كشف حيثيات اللقاء الذي جمع بينها في غرناطة ثم انتقالهما إلى فاس. وكان كلينرد قد قرر دراسة اللغة العربية معتمدًا على جهده الشخصي، وغادر بلاده في رحلة طويلة قادته إلى غرناطة حيث التقى بابن خروف أحد أعلام الثقافة الإسامية، وكان قد أُسِ أثناء الحملة الإسبانية على تونس ثم نُقل إلى إسبانيا وبيع في أسواقها. وساهم هذا اللقاء في اتساع معارف كلينرد عن الإسلام، وطمَح إلى استعمال ذلك في الجدل الديني ضد المسلمين. تجنح الدراسة إلى القول إن هذا اللقاء كان حدثًا فريدًا وقتئذ، كونه أسفر عن حالة من التثاقف والتقارب العاطفي بين هذين العَلَمين، نقيض حالة الصراع والكراهية التي وسمت العلاقة بين العالمين الإسلامي والمسيحي.