تختبر هذه الدراسة القيمة التفسيرية لنظرية الاختيار العقلاني في سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية من خلال مقاربتها الفضاء الاحتجاجي المغربي. وتُبين كيف تطورت دراسة الحركات الاجتماعية من علم النفس الاجتماعي إلى نظرية الاختيار العقلاني التي افترضت أنّ الأفراد يقررون المشاركة، من عدمها، في أي حركة اجتماعية وفق حساب الربح والخسارة. ومن خلال دراسة حركات الخريجين العاطلين في المغرب، تُبين هذه الدراسة أيضًا أنه على الرغم من تفسير النظرية حركات اجتماعية ذات مصالح اقتصادية فئوية، فإنها قاصرة منهجيًا وإبستيمولوجيًا أمام حركات تحفيزاتها رمزيةٌ كمُتَع النضال وتأكيد الذات، ورهاناتها قيمٌ لامادية كالحرية والكرامة، كما هو شأن حركة "20 فبراير" وحراك الريف. في المقابل، تقترح هذه الدراسة توسيع دائرة هذه النظرية لتشمل المجال الإدراكي عبر عقلانية أكسيولوجية تأخذ في الحسبان أهمية القيم.