يناقش البروفيسور قيس ماضي فِرّو في كتابه "المعرفة التاريخية في الغرب: مقاربات فلسفية وعلمية وأدبية" (319 صفحة من القطع الكبير)، مصطلح التاريخ، فيرى أنّ ثمة دلالتين له: الأولى هي الاعتقاد بأنّ التاريخ هو الماضي كله، وأنّه يتضمن الحوادث المعروفة وغير المعروفة، والثانية تقصر معنى التاريخ على عملية تدوين وقائع الماضي من خلال البحث عنها واستقصاء تفصيلاتها وتعليل مجرياتها واكتشاف أسبابها.
والكتاب كله يدور على فكرة "المعرفة التاريخية"، ويتساءل: هل توجد حقائق تاريخية نهائية؟ وكيف يمكن أن نطمئنّ إلى أنّ ما نعرفه عن الماضي صحيح؟ وهل المعرفة التاريخية موضوعية؟ ويحاول المؤلف الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، ولا سيما تلك التي تتصدى لمعرفة قوانين التاريخ التي تتحكم بمساراته وتطوراته، والتي يمكنها أن تدفعنا إلى الاعتقاد بأنّ حجة تاريخية معينة هي حجة صحيحة، أو إلى الشك في جميع الذرائع والوقائع والأسباب التي تندرج في ميدان علم التاريخ. والكتاب، في نهاية المطاف، إنجاز مهم وجديد في علم التاريخ، خصوصًا في الجانب المنهجي والنظري.