يجتاح فيروس كورونا المستجد (المسمى سارس-كوف-2 كوفيد-19) العالم اجتياحًا واسعًا منذ بداية عام 2020، ويلحق تأثير الجائحة جميع القطاعات والنشاطات، بما في ذلك البحث في مجال العلوم الاجتماعية. وتتناول هذه الدراسة بتفاصيل دقيقة الطرائق التي تعاملت بها المؤسسات الحكومية الغربية وعلوم الطبيعة والمجتمع مع هذا الاضطراب الشامل الذي هزّ أركان مجتمعاتها. وتُبرز الدراسة بعمق أنّ التعقيدات اليومية اللامتناهية التي أحدثتها الجائحة في حياة مجتمعات رأسمالية - صناعية وديمقراطية – حضرية، وبيروقراطية، وفردانية، هي وليدة متخيّل الحداثة الذي تبنّته منذ عدّة قرون، وردود فعل هذه المجتمعات الجماعية والفردية والتكنولوجية والأخلاقية والبحثية تجاه حجم التحديات التي واجهتها. وخلال كلّ هذا التوصيف، حرصت الدراسة على إظهار موقع العلوم الاجتماعية في هذه العملية الواسعة والخلفيات الإبستيمولوجية للأسئلة المتعدّدة التي طرحتها على نفسها وعلى علاقتها بالمجتمع وبمراكز القوة فيه.