نؤطر هذه الدراسة بوصفها تساؤلًا عن المنهجية التاريخية التي تتخيل طريقة أخرى للوجود عبر التعايش مع حكايات الماضي. فمن خلال التحقيق في مجزرتَي الطنطورة وكفر قاسم في فلسطين، تسعى الدراسة لطرح نوع مختلف من قراءة الماضي في ضوء الأصوات الفلسطينية والعلائقية مع المصادر التاريخية. ومن خلال المحاجّة في فهمٍ مستوحى من التاريخ الأصلاني بوصفه ممارسة لتفكيك الاستعمار، تستند الدراسة إلى صوتَي امرأتين، هما رضوى عاشور وسامية حلبي، وعملهما من أجل ترسيم خريطة جديدة لسرد الماضي من خلال العنف المستمر للحاضر؛ فعملهما يشكِّل الأساس لسجال السؤال الأساسي المطروح هنا: هل يمكن تخيّل التاريخ الأصلاني، الذي يشكِّل فيه عنف الاستعمار الاستيطاني جزءًا من أجزاء كثيرة، أن يتخطّى مطالبة الضحية اليائسة باعتراف المستوطنين بإنسانية شعب؟