يُعدّ تاريخ العلوم رافعةً أساسية لنشر الثقافة العلمية في الأوساط التربوية والثقافية وفي وسائل الإعلام، ومن شأن تكثيف حضوره في برامج التدريس في التعليم العالي أن يؤدّي دورًا حاسمًا في استحضار البعد التاريخي للمعارف العلمية والنهوض بالعلوم العربية في المستقبل. لهذه الاعتبارات، نخصّص هذه الدراسة لبسط القول في مضمون هذا الموضوع ووظيفته ومنافعه المتنوعة، ونؤرخ لنشأته واشتداد عوده مُؤسَّسِيًّا ومِهنيَّا، وبشروط الإمكان التي بفضلها نما وتمكّن. وسعيًا إلى تطعيم الثقافة العربية المعاصرة بثقافة العلم، نختم بالتنبيه إلى ضرورة العناية بتقليد العلم العربي الكلاسيكي، واستئناف بحوث المدرسة العربية في تاريخ العلوم، سعيًا إلى وضع تاريخية المعرفة العلمية في خدمة البحث العلمي، بوصفه بوابةً للنهوض بالإنتاج العلمي بالعربية في المستقبل.