أثّرت الثورة الرقمية تدريجيًا في كل ميادين الحياة، ولامست معظم أبعاد العلوم الإنسانية والاجتماعية، وغيّرت، أو بالأحرى وسّعت، آفاق الرؤى الإبستيمولوجية المتعلقة بهذه العلوم. في هذه الدراسة، لا نعني بأتمتة العلوم الإنسانية والاجتماعية اختزال الرقمية إلى مجرد أدوات، بل تحديد أهميتها من خلال قدرتها على نمذجة الأنظمة المعقدة، وإقامة الروابط بين التكنولوجيا والعلوم الإنسانية بكل فروعها. لذلك، من المفترض إعادة النظر في المسارات الأكاديمية والمعرفية للعلوم الإنسانية، من خلال إدخال المعلوماتية والتقنيات في المناهج التعلّمية لطلاب العلوم الإنسانية والاجتماعية، من أجل مواكبة التغيرات، وكي تتأقلم هذه العلوم مع التغيير الرقمي، وتنتقل إلى ما نسميه "الإنسانيات الرقمية".