تهدف هذه الدراسة إلى تقديم نموذج تفسيري جديد للصهيونية يتجاوز مركزية الأيديولوجيا في تفسير الصراع الفلسطيني - الصهيوني، وكذلك في تفسير الدوافع المحركة للصهيونية كحركة استعمارية استيطانية منذ ظهورها الأول في فلسطين. وتقدّم الدراسة، التي تربط بين الفلسفة الدولوزية والنظرية ما بعد الاستعمارية، تحليلًا اجتماعيًا سياسيًا للكشف عن الوقائع المادية والظروف التاريخية التي شكلت صيرورات الصراع الأولى، ولا تزال تمنحه استمراريته في الحاضر، وذلك من خلال الاستعانة بمفهوم الأرض الفارغة، الذي يجري ربطه على نحو أساسي بالآلات الصهيونية الراغبة التي تعمل على إخفاء الآخر العربي، والتي تفسر بوصفها آليات الإنتاج الاجتماعي المتواصل للإزاحة والإحلال في إطار شكل معيّن من الاستعمار الاستيطاني هو الشكل الصهيوني.