تخوض هذه الدراسة في مستويات التحول النقدي في مشروع الناقد سعيد يقطين، من التخصص "البويطيقي" في تحليل الخطاب الروائي، إلى التخصص "السيبرنطيقي" في تحليل النص الروائي، وإظهار هذا الانتقال في خضم تلك التخصصات على أنه غير اعتباطي، بل يتأسس في اشتغال الناقد على نحوٍ دقيق مسترسل، يضمن الانتقال من المحايثة في الخطاب، إلى الوظيفية في النص، وهو انتقال، أيضًا، من المنغلق صوب المنفتح، ومن الراوي إلى الكاتب، ومن المروي له إلى المتلقي. كل ذلك من دون إلغاءٍ لسؤال البنية؛ لأن البنيوية ظلت الأساس الذي شُيد عليه المشروع النقدي ليقطين، وهي التي ضمنت له عبورًا متدرجًا وسلسًا للتحليل، انطلاقًا من النص الورقي، ووصولًا إلى النص الرقمي.