شهدت العقود القليلة الماضية ازدهارًا لحقل فلسفة تاريخ العلم. وتبحث هذه الدراسة في مدى الإسهام في هذا المجال، وتركز على نقد منهج التأريخ الكولونيالي للفكر العلمي في الصين الذي انتهجه المؤرخ الإنكليزي جوزيف نيدهام (1900–1995) في المجلد الثاني من كتابه العلم والحضارة في الصين: تاريخ الفكر العلمي (1956). وقد استند نيدهام في تأريخه للفكر العلمي في الصين إلى منهج تأريخي كولونيالي أيديولوجي، يكشف عن تحيزات للمركزية الأوروبية الغربية. وتحاول هذه الدراسة أن تبيّن أن نيدهام على الرغم من أنه قدّم جهدًا تأريخيًا كبيرًا للعلم والحضارة في الصين، فإن هذا الجهد كان يحمل فرضيات مسبقة، تفترض غياب الفكر العلمي عن هذه الحضارة؛ الأمر الذي جعل منهجه يتعرض لنقد مؤرخين وعلماء اقتصاد وأنثروبولوجيين، منهم على سبيل المثال أندريه غوندر فرانك، وجاك غودي (1919-2015).