اتخذت إشكالية المواطنة أبعادًا مختلفة في الفلسفة السياسية المعاصرة، واقترنت بقضية الهوية الثقافية التي تحدد انتماء المواطن في الدول الديمقراطية، والتي تقف طرفًا مقابلًا لما تواجهه هذه الدول من تحديات العولمة والحداثة. ورغم اختلاف معالجة الإشكالية بين الفكرَين الغربي والعربي، وجدنا مجالات رئيسة يمكن الاستناد إليها لعقد مقارنة بين طبيعة تناول يورغن هابرماس لها وفق الواقع الأوروبي، وطبيعة تناول ناصيف نصار لها وفق الواقع اللبناني. بناء عليه، تسعى الورقة إلى تبيان نقاط الالتقاء والاختلاف في نظرية المواطنة لدى الفيلسوفَين، وتحليل مدى إمكانية عقد مقاربة بين ما حققه الاتحاد الأوروبي من فكرة المواطنة، وما ينبغي تحقيقه في المجتمع اللبناني منها.