تسعى هذه الدراسة لفهم ماهيّة سياسات السلطة الفلسطينية تجاه حقوق النساء عن طريق تتبّع المسار التاريخيّ لتطوّر هذه الحقوق في عهد منظّمة التحرير الفلسطينية، ثمّ السلطة الفلسطينيّة؛ إذ تجادل بأنّ النهج الحقوقيّ لكلّ منهما قائم على توظيف فكرة الحقوق بصفتها وسيلةً لا غاية، فحصول النساء على بعض الحقوق والحرّيّات الجزئيّة في عهد المنظّمة يُعزى إلى رغبة الأخيرة في كسب التعاطف الشعبيّ في عمليّة النضال الوطنيّ. وتجادل الدراسة بأنّ السلطة ورثت عن المنظّمة نهج توظيف الحقوق لتحقيق مكاسب سياسيّة، لكنّ اختلاف أولويّات السلطة عن أولويّات المنظّمة أدّى إلى قيامها باستخدام المسار الدبلوماسيّ الدوليّ، أسوةً بما قامت به بعض حركات التحرّر الوطنيّ الأخرى، لإقناع العالم بضرورة الإسراع في الاعتراف بدولة فلسطينيّة؛ ما أدّى إلى انصراف الأخيرة عن كسب التعاطف الشعبيّ والتوجّه إلى كسب التعاطف الدوليّ لتجنيده في عمليّة إنشاء الدولة، ما أسهم في تهميش مكتسبات النساء الجزئيّة الّتي حصلن عليها في مرحلة النضال الوطنيّ. وأخيرًا تجادل الدراسة بأنّ حدّة انصراف السلطة عن كسب التعاطف الشعبيّ قد تفاقمت باتّباعها نهجًا حقوقيًّا شبيهًا بنهج دول العالم الثالث في مرحلة ما بعد الاستعمار على المستوى الوطنيّ؛ ما أسهم في مزيد من التهميش لحقوق النساء الفلسطينيّات.