ترمي هذه الدراسة إلى معاينة افتراضات منهجية رئيسة في حقل تأريخ الأفكار ونقدها وتبيان تهافتها. وتغطي كيفية تلقّي المؤرخين والمنظّرين، الكلاسيكيين أو المحدثين، لنصوص كلاسيكية أخلاقية وسياسية ودينية واجتماعية تمثل المعتمد في تاريخ الفكر الغربي. وتبرّز هذه الدراسة نماذج عديدة تكشف من خلالها كيفية جنوح تفسيرات وتأويلات لتقديم صورة عن مؤلف قد لا يقبل هذا المؤلف نفسه أن يصوَّرَ بها، أو تفرض أفكارًا ومثلًًا لاحقة على نصوص سابقة، فتكون النتيجة النهائية مجموعة أساطير لا تاريخًا. وبالفعل، تشخص هذه الدراسة مجموعة أساطير )أساطير: المبدأ، والاتساق، والتقويل، وغيرها( تقودها وتتحكم فيها اعتبارات معينة، تفضي هي بدورها إلى هراءات والتباسات تفسيرية شوّهت تاريخ الأفكار. ويجري تفصيل ذلك كله وتوضيحه من دون لبس بنماذج تطبيقية متنوعة وعديدة.