يُعدّ أبو أيّوب المورياني من أهمّ الشخصيّات السياسية الّتي كان لها دورٌ بارز في العصرين الأمويّ والعباسيّ، وقد تحلّى بمجموعة من الصفات الّتي كانت مهمّة لمن أراد دخول سلك الكتابة في الدیوان؛ ما مهّد لدخوله فيه وتسنّمه المراتب الجلیلة، فقد تقلّد المورياني المناصب بسرعة، واستطاع عن طريق اتّصاله بثاني الخلفاء العبّاسيّين أبي جعفر المنصور أن يتقلّد الوزارة لديه. وهو علی ما له من شهرة وكبیر فضل في الإسهام في تطویر المنهج الإداري العبّاسي وقتئذٍ، لا یزال - علی غرار باقي أترابه الأهوازیّین المعاصرین له - مغمورًا لا نكاد نجد له حضورًا بین الشخصیّات البارزة في ظلّ تلك الدولة. تحاول هذه الدراسة، اعتمادًا على أمّهات المصادر، وبمنهج تاريخيّ - تحليليّ، أن تقف على سيرة المورياني السياسية، وتحليل أهمّ العوامل الّتي أدّت إلى نكبته، وذلك بتمحیص الروايات الّتي أرّخت لتلك الحادثة قبل اعتمادها والأخذ بها.