يعالج فرانســوا فوريه الثورة الفرنســية من زاوية نقدية، خاصة على مســتوى الكتابات التاريخية التي اهتمت بالموضوع انطلاقًا من رؤية ماركسية، كما هو الحال مع ألبير سوبول وكلود مازوريك ومؤرخين ومؤلفين آخرين. وفي هذه المعالجة، عمــل علــى تحليل واقع العهــد البائد (مرحلــة ما قبل الثــورة) على مســتوى البنيــة الاجتماعية بصفة خاصة، ومناقشــة الأيديولوجيا الثورية التي تأسســت في المرحلة الممتدة ما بين 1789 و1794، وتحولت إلى مقياس كوني، حتى صارت أمًا للثورات الأوروبية اللاحقة، ولا سيما الثورة الروسية عام 1917. وفي عملية التحليل هذه، سعى صاحب المقال إلى تفكيك المقاربــة الغائية التي تحكمت في الكتابات ذات الصلة بالثورة، والنظر إلى الأمور على نحو متحرّر من ســحر الذكرى، ومن تقديس الحدث المؤسس.