تسعى هذه الدراسة إلى تحليل أبعاد الهيمنة التي تأسست عليها المعرفة الاستعمارية البريطانية، ورصد أدوات الاحتجاج والمقاومة ضد تلك المعرفة، باستخدام منظور تحليلي يستمد روحه من مفهوم ميشيل فوكو حول سلطة المعرفة، ويسترشد برؤية إدوارد سعيد للاستشراق. وقد خلصت الدراسة إلى أن المصالح السياسية البريطانية أدت إلى تزايد الاهتمام المعرفي بالمجتمع العُماني، وذلك عن طريق إجراء مسوحات وبيانات اجتماعية شاملة، اعتمدت على أسس إثنية بهدف إشاعة التناقض وترسيخ التباين بين مكونات المجتمع العُماني. كما أن هذه المعرفة المنتَجة سعت إلى فهم البنى السكانية، ومراقبة حركة المجتمع. وكان الإحصاء السكاني من أهم الأدوات التي استخدمتها السلطات البريطانية لتقسيم عُمان إلى فضاءين سياسيَين.