تتناول الدراسة نماذج من الفكر الأخلاقي العربي المعاصر من منظور علاقة الأخلاق بالسياسة. وقد اخترت هذا المنظور لأن فلسفة الأخلاق اليوم باتت قريبة، أكثر من أيّ وقت سابق، من المشاكل السياسية الكبرى التي تتعلق بالعدالة والمساواة والحرية. وجدت الدراسة أن هناك اختزالًا للسياسة في الأخلاق، ثم اختزالًا للأخلاق في التراث. وقد أدى ذلك إلى ظهور عدة سرديات أخلاقية عربية؛ الأولى: سردية أن الأخلاق مسألة مثالية ثابتة زمنيًا تقع فوق المجتمع والسياسة، والثانية: أن "الناس العاديين" هم المسؤولون عن تراجع الأخلاق المزعوم. وتجادل الدراسة بأن القضية التي تقول إن على الأخلاق العربية أن تختار أخلاق التراث أو أخلاق الحداثة، هي قضية زائفة. استعانت الدراسة بالمسوح العلمية لكي تُظهر أن الناس العاديين في المنطقة العربية منفتحون أخلاقيًا، ولم يعودوا يعطون للأيديولوجيا الأولوية في تفكيرهم السياسي، مثلما أنهم لم يعودوا يربطون بين الأخلاق والهوية، وذلك بخلاف التصورات النمطية المتداولة عنهم بين النخب الفكرية العربية والمستشرقين.