تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
العمل والعادات والتقاليد في فلسطين + القدس ومحيطها الطبيعي (10 مجلدات)
  • المؤلفون:
  • غوستاف دالمان
  • رقم الطبعة : الأولى
  • سنة النشر : 2023
  • عدد الصفحات : 4480
  • الحجم : 24*17*25
  • 9786144455562 ISBN:
  • السعر :
    250.00 $
  • الكميّة:
  •  

ترسل جميع طلبات الشراء إلى قسم توزيع الإصدارات على البريد الإلكتروني distribution@dohainstitute.org:
$250 للأفراد
$400 للمؤسسات








 

بعد جهد استمر أكثر من خمس سنوات، يعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عن صدور الترجمة العربية لكتاب المستعرب الألماني وعالم اللاهوت والآثار واللغات القديمة غوستاف دالمان الموسوم بعنوان العمل والعادات والتقاليد في فلسطين (الدوحة/ بيروت، 2023، عشرة مجلدات). ويعد هذا الإصدار حدثًا معرفيًا استثنائيًا؛ فالكتاب وثيقة فريدة تاريخية وأنثروبولوجية، تسجيلية وتحليلية، يتناول فلسطين بحضارتها وتاريخها وتراثها ومعالمها وأرضها وشعبها، ويدرس مدينة القدس ومحيطها الطبيعي والبشري بمنهجية علمية رفيعة. وهذا الكتاب هو في الأساس ثمانية أجزاء في تسعة مجلدات، وقد ارتأى المركز العربي للأبحاث أن يرفدها بمجلدٍ عاشر كتبه دالمان عن القدس، فأصبح مجموع المجلدات عشرة.

استغرق تأليف هذا الكتاب نحو أربع عشرة سنة، فيما صرف المؤلف غوستاف دالمان نحو عشرين سنة في جمع المعلومات وتدوينها ومطابقتها على الواقع الجغرافي حتى تمكّن من تأليف كتابه القدس ومحيطها الطبيعي. وكان المجلد الأول من هذا الكتاب قد صدر في سنة 1928، ثم صدر الجزء الثامن الأخير في سنة 1942، أي بعد وفاة دالمان بسنة واحدة. وتكمن أهمية هذا العمل في أن المؤلف الذي عاش في فلسطين بين عامي 1899 و1917 لم يكن على غرار المستشرقين والرحالة واللاهوتيين والمستكشفين الآثاريين الذي كانوا يترددون على فلسطين لفترات محدودة، ثم يعودون إلى بلادهم لإلقاء محاضرات أو لكتابة مقالات وصفية عن رحلاتهم، أو لتقديم تقارير إلى المؤسسات العسكرية أو الاستخبارية. فدالمان شُغف، أيما شغف، بالقرى الفلسطينية وحياة البدو وطرائق العيش التي أتقنها الفلسطينيون في مدائنهم وقراهم وبواديهم، فكان يجول في الأمكنة، وينام في بيوت الفلاحين وخيام البدو. وتمكن من جمع معلومات ثرية جدًا عن الحياة في فلسطين، واستطاع أن يعقد صلة متينة بين الماضي والحاضر، وبين الجغرافيا والآثار والإثنولوجيا والحياة اليومية للسكان. ويتضمن الكتاب كل ما تلحظه عين الباحث المراقب في فلسطين في تلك الفترة، بدءًا من فصول السنة وما يرافق ذلك من رياح وأمطار وحرث وغرس وزراعة وحصاد، علاوة على التقاويم والمواسم والأعياد والاحتفالات والترفيه والأغاني والموسيقى وطقوس العبادة والموت والأعراس. وتزدحم في هذا السفر بمجلداته العشرة مئات الصور التي تُعد اليوم وثائق بصرية تكاد تنطق بأحوال الزمان الماضي القريب. وقد تنكب مهمة هذه الترجمة مجموعة من المترجمين الذين أتقنوا الألمانية واعتنوا بمراجعتها وتدقيقها، وهم: محمد أبو زيد (المترجم الرئيس) وعمر الغول وفيوليت الراهب ومتري الراهب وجوزف حرب. وتولى عملية التحرير وضبط المصطلحات وتدقيق أسماء الأماكن والمواقع واللهجات المحلية صقر أبو فخر، فيما أنجز قسم التحرير في المركز العربي للأبحاث الفهارس العامة (الأماكن والأعلام والجماعات)، فضلًا عن التوثيق.

وفي ما يلي عرض موجز لهذا الكتاب.

كتاب "القدس ومحيطها الطبيعي"

عاش غوستاف دالمان في القدس نحو عشرين سنة أمضاها في دراسة المكان لا من خلال المصادر والمراجع وحدها، بل من خلال دراسة حياة السكان والثقافة الحية للناس. وبهذه العُدّة العلمية تمكن من إعادة بناء المشهد الطبيعي للقدس على الطبوغرافيا والبقايا الآثارية والنبشيات الأركيولوجية. وهذا الكتاب كنز تاريخي وجغرافي واجتماعي وبصري عن القدس في مطلع القرن العشرين تعجز العين الثاقبة عن نقل مشاهدها وتلالها وأوديتها وسواقيها وأسواقها وأبوابها وأسوارها ومعالمها إلى الذاكرة. ويزخر الكتاب الذي ترجمه عمر الغول بالمعلومات المهمة والدقيقة، ويُعَدُّ وثيقة ممتازة عن التحولات العمرانية والسكانية التي غمرت المدينة، الأمر الذي يُسهم إسهامًا قويًا في دحض الرواية الاسرائيلية عن تاريخ القدس، ويقدم شهادة علمية فائقة الأهمية على عروبة القدس وفلسطين في الماضي القديم وحتى عصرنا الحاضر.

المجلد الأول: سَيْرُ السنة وسَيْرُ اليوم

يتألف هذا المجلد من جزئين: الأول يصف الحياة في فلسطين خلال فصلي الخريف والشتاء، والثاني يرصد تحولات الطبيعة في فصلي الربيع والصيف. فالجزء الأول يتناول فصل الخريف وألوانه وعالم النباتات والأشجار والحقول والغابات وسقوط أوراق الشجر ودرجات الحرارة والندى وتبرعم الأزهار والرياح والغيوم وأمطار الخريف والزراعة ودعوات الاستسقاء. ثم ينتقل إلى فصل الشتاء وأمطاره وعواصفه ورعوده والبرد والتدفئة والحياة النباتية والأعياد الشعبية. ويقارن المؤلف الأعراف والعادات الفلسطينية التي تتخلل هذين الفصلين بالأعراف الموازية في غير منطقة ولا سيما في حلب وشمال سورية، ثم ينثني إلى وصف أدوات الحياة في فلسطين كالمنجل والمذراة والبيدر ورعاة الأغنام ومزمار الراعي. وفي هذا المجلد المفعم بالجمال والوصف الجميل، حاول دالمان التقاط تفاصيل الحياة اليومية للناس ومساراتها ونبضها، والاحتفاظ بذلك كله بين ثنايا صفحاته كما تحتفظ الصورة باللحظة التي لا يمكن الإفلات من بهائها أو دهشتها.

أما في الجزء الثاني فيتتبع فصلي الربيع والصيف، ويرصد في كل منهما الحرارة وأطوال الأيام والمطر والعواصف الرعدية والفيضانات والندى والضباب والرياح وعالم النبات، ويركز في فصل الربيع على أزهار الحقل والسوسنيات والزنبقيات والورود وبساتين الفاكهة، علاوة على الطيور المهاجرة والجراد والزراعات الربيعية وبدايات الحصاد وأعياد الربيع المسيحية والإسلامية واليهودية، وغير ذلك مما لا يمكن تعداده من عناصر الحياة اليومية للناس في أتراحهم وأفراحهم واجتماعهم وتفرقهم. أما فصل الصيف فيتوفر الكتاب على دراسة كل ما له صلة بهذا الفصل كالحرارة النهارية والبرودة الليلية والكواكب السيّارة كالثريا والدبران والجوزاء والسهيل، والضوء والظل والهواء والرطوبة والغبار والجفاف، فضلًا عن النباتات الصيفية ولا سيما الحبوب والفاكهة والخضروات، وكذلك الحصاد وجني الثمار وأعياد الصيف والتقاليد الدينية في أثناء الحرائة والقطاف والتحطيب وحتى غروب الشمس والليل. وقد ترجم الدكتور محمد أبو زيد هذا المجلد بجزئيه.

المجلد الثاني: الزراعة

بعد أن درس غوستاف دالمان حياة الناس في فلسطين خلال سير السنة بفصولها المتعاقبة، كان لا بد من أن ينثني إلى دراسة العنصر الأساس الذي يمنح السكان القدرة على البقاء والاجتماع وتطوير حضارتهم، أي الزراعة التي تجري على مدار الفصول الأربعة. وفي هذا المجلد ينصرف إلى رصد مواسم الزراعة والعادات والتقاليد والطقوس الدينية المرتبطة بالزراعة، والشروط المناخية والمكانية لعملية الفلاحة كالتعشيب والتسميد والحرث والبذر وصولًا إلى الحصاد. ويعرج في سياق تلك العملية على ملكية الأرض وأحكامها وقوانين الإجارة والعشور وغير ذلك. ودالمان ليس مجرد باحث نظري يهتم بالكليات والخلاصات، بل هو باحث في الجزئيات والوقائع يستكشف التفصيلات بأدق تمثلاتها، ويعاين الأشياء في تحولاتها استنادًا إلى مصادره المتشعبة كالمصادر الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية، وكذلك المصادر التاريخية والأنثروبولوجية واللغوية خصوصًا الآرامية – السريانية. وفي هذا الميدان، درس تكوّن الأرض الزراعية في فلسطين والطبيعة الجيولوجية والرواسب الطفالية والغرينية، وتأثير المناخ في موقع فلسطين بين البحر والصحراء. ثم درس أنواع الأرض، المستوية والمنحدرة، وما تحويه من الينابيع والجداول والمياه الجوفية. ولا يكتمل الحديث عن الزراعة من دون أدوات الزراعة كالمحراث، ومن دون الري ووسائل الغرف كالناعورة والمضخة، وذلك كي تصبح الأرض قادرة على إنتاج مصدر الحياة والغذاء للإنسان كالقمح، وللحيوان كالذرة والشعير، علاوة على الخضروات الدرنية كالفجل والجزر والبصل، والخضروات النامية كالبامياء والبطيخ والخيار، والخضروات الورقية كالسلق والخس والملوخية والخبيزة، وخضروات التوابل كالكمون والنعناع والصعتر، والنباتات الزيتية كالسمسم، ونباتات النسيج كالكتان والقطن والقنب، ونباتات صبغ النسيج كالعُصفر والنيلة والزعفران والحناء، والنباتات المنبهة كالتبغ والخشخاش والحشيش. ولا بد في خضم الحياة الزراعية من حراسة المحاصيل كي لا يذهب تعب سنة كاملة هباء، فيدرس المؤلف أكواخ المنطرة في حقول القمح والشعير، وأبراج الحراسة في بساتين الأشجار المثمرة، وطرائق طرد بنات آوى والطيور من بساتين المقاثي، وتطريد الجراد عن الأشجار وعن كل ما هو أخضر في دورة تتجدد ولا تتوقف. وقد تولى الدكتور محمد أبو زيد ترجمة هذا المجلد.

المجلد الثالث: من الحصاد إلى الدقيق

واكب غوستاف دالمان في المجلد الثالث الحياة اليومية لسكان فلسطين بعد حصاد غلالهم، ولا سيما حصاد الحبوب، وبالتحديد القمح الذي هو الأكثر أهمية في غذاء الناس، فتابع، بالتفصيل، الدورة الحيوية للحبوب منذ بداية الحصاد، إلى جمع السنابل المحصودة (التغمير)، فالنقل إلى البيدر (الرجد)، ثم الدرس على النورج (الدراسة)، فالتذرية والغربلة والكيل، وأخيرًا تخزين الغلال في "الكواير" بما في ذلك التبن والقصل. وفي هذا الشوط من السنة الذي يمتد من حزيران/ يونيو حتى أيلول/ سبتمبر تزدهر حياة الفلاحين بأكملها مع بداية موسم إزهار الحبوب ثم نضجها، فيتشارك الجميع في عادات وتقاليد وأخلاقيات متوارثة مثل ترك كثير من السنابل في الحقول كي يلتقطها الفقراء. وفي هذا المجال، يتناول الكاتب أدوات الحصاد كالمنجل، وأدوات الدرس، وأدوات الكيل وأماكن الخزن. وما إن ينتهي هذا الشوط حتى يبدأ شوط جديد هو إعداد البرغل والفريك، علاوة على الزرع الصيفي. وهنا يعمد الكاتب إلى دراسة الطواحين الحجرية والمائية وأدوات الطحن كالهاون ومهباج القهوة. ولا تنتهي تلك الدورة إلا قبل حلول موسم الأمطار، فيبدأ قطاف الزيتون ثم عصره، وتخزين الزيت في الخوابي، وجني العنب لصنع الزبيب والنبيذ والدبس. وبحسب دورة الطبيعة وتعاقب فصولها، فإن الفلاحين يبدؤون الاستعداد بعد هذا الشقاء اللذيذ لبدء عملية شق الأرض وتعشيبها تمهيدًا للشروع في موسم الحرث الجديد والبذر مجددًا. وفي هذا المجلد، الذي ترجمه محمد أبو زيد، تمكن المؤلف من جعل أيام الفلاحين تنبض بالحياة، حتى يكاد القارئ يحس بحركاتهم وراء محاريثهم وأمام حيواناتهم المدجنة التي تمنحهم الحليب والزبدة والسمنة والجلود واللحوم، ويمنحونها بفرح الرعاية والعلف والحماية.

المجلد الرابع: خبز وزيت ونبيذ

المأنوس تاريخيًا أن إحدى علامات التحضر لأي جماعة بشرية هي الانتقال من حالة جني الطعام من الطبيعة مباشرة إلى تحويل تلك المجاني إلى مواد جديدة لا غنى عنها في الغذاء والإطعام. ومن البدهي القول إن الثلاثي المقدس أي القمح (وهو من ثمار الأرض) والزيت (وهو من ثمار الحقول) والنبيذ (وهو من ثمار البساتين) كان يجسد المحاصيل الأكثر أهمية في حياة الفلاحين وفي دورة الحياة الزراعية. وفي هذا المجلد يتابع دالمان تنقيباته في تواريخ الخبز والزيت والنبيذ منذ أقدم العصور في فلسطين حتى مطلع القرن العشرين. وفي هذا الحقل المعرفي، يتعقب الخُبز والخَبيز والأدوات اللازمة لعملية الخَبز كالخشب والفحم والقش، ومواد الإشعال الضرورية لصناعة الخُبز كثفل الزيتون أو الجفت وروث المواشي التي تُصنع منها أقراص الجلّة. وللصاج والطابون والتنور وأنواع المخابز والحلويات نصيب كبير من البحوث في هذا المضمار. ويلتفت المؤلف بعناية إلى الزيت وطرائق الحصول عليه ابتداء من شجرة الزيتون وزراعتها وتطعيمها وتقليمها وقطافها. ثم يلاحق مسار حبات الزيتون ومصيرها بعد القطاف، أي نقلها إلى المعصرة، ثم أدوات العصر وأوعية حفظ الزيت واستخدامه في الإنارة وصناعة الصابون.

أما النبيذ الذي كان شائعًا في العصور القديمة، وانحسر إنتاجه جراء انحسار زراعة الكرمة في العصور العربية، فقد ظلت عرائش الدوالي تغمر أراضي فلسطين دومًا بلا انقطاع. ويرصد دالمان عملية زراعة الكرمة وقطاف العنب وإنتاج الزبيب والدبس وصنع الخل والعرق والنبيذ والأطعمة المشتقة من أوراق الدوالي. ولا ينسى المؤلف بالطبع الأمثال الشعبية والأغنيات المرافقة لزراعة العنب وقطافه ثم إنتاج الدبس والزبيب، فضلًا عن الأعياد والاحتفالات التي كان من المحال إحياؤها من دون الخبز والزيت والنبيذ. وقد ترجم هذا المجلد محمد أبو زيد.

المجلد الخامس: القماش والغزل والنسيج والملابس

يتناول غوستاف دالمان في هذا المجلد مضمارًا غنيًا جدًا من حياة الفلاحين والبدو وسكان المدن في فلسطين. ولم يكتفِ المؤلف باختباراته في الأراضي المقدسة، بل راح يجول في البلاد المحيطة بها، والتي تشكل مع الأراضي المقدسة وحدة بشرية وحضارية ولغوية وتاريخية واحدة. ولهذه الغاية، ولمزيد من المقارنة والقياس، جال في شرق الأردن ولبنان ودمشق وحلب ووصل إلى ديار بكر، وتمكن من أن يحوز ذخيرة معرفية مهمة، ومحصلة كبيرة من اكتشاف طرائق العيش في هذه البلاد. وفي هذا المجلد، يركز المؤلف على صناعة الملابس، وعلى المواد التي تُستخدم في صنعها كصوف الغنم وشعر الماعز ووَبر الجمال وشعر الخيل، علاوة على الكتان والقنّب والقطن والحرير. ولا بد، للإحاطة بعملية النسيج، من الالتفات إلى أدوات النسج والحياكة كالمغزل والنول. وبالطبع لا يُغفل الكاتب صباغ الأثواب المنسوجة ثم تطريزها وخياطتها. ويركز على ملابس النساء كالثوب والسترة والقميص وغطاء الرأس، وعلى ملابس الرجال أيضًا كالمئزر والعباءة وغطاء الرأس. ولا تكتمل قصة الملابس إلا بتوابعها كالحلي والزينة والوشم. وفي هذا العرض الشامل، تبدو الحياة اليومية في فلسطين قبل أكثر من مئة سنة كأنها ما برحت مستمرة حتى اليوم، وهذا ما تطلع إليه المؤلف في هذا المجلد، الذي ترجمه محمد أبو زيد، أي جعل التاريخ الفلسطيني ينبض بالحياة.

المجلد السادس: حياة الخيمة وتربية المواشي وتصنيع الألبان واصطياد الحيوانات وصيد الأسماك

الحياة البدوية في فلسطين جزء من التكوين البشري للأرض المقدسة، وعلى مدى التاريخ الجلي كان للبدو شأن كبير في توفير الغذاء وتأمين سير الفلاحة للسكان. وقد اهتم غوستاف دالمان بهذا القطاع الحيوي، فدرس، في هذا المجلد الذي ترجمه محمد أبو زيد، حياة البداوة ابتداء من الخيمة وشكلها وأقسامها وكيفية نصبها وتفكيكها ونقلها على ظهور الجمال. وينقل الكاتب إلينا صورة تفصيلية عن الأكل في الخيم، وطرائق تحضير الطعام وشي اللحوم وشراب ما بعد الطعام كالقهوة والحليب، فضلًا عن الحلويات والعسل والتمور. ثم يعرج على تربية الماشية، وهي عماد حياة البدو، وعلى المراعي ومواسم الرعي والراعي وأجره ولوازمه الضرورية كالكلب والمزمار والمقلاع. ولا ينسى المؤلف العناية بالقطيع وكيفية سوقه إلى المراعي وسقايته ومبيته. وهذه العناية المتشعبة إنما هي استثمار لا بد منه لإنتاج اللبن والجبن والسمن. وعلاوة على ذلك كله، يتناول صيد الحيوانات وصيد الطيور بالبندقية والفخاخ وقضبان الدبق، وصيد السمك بالشباك والقوارب، وصنوف السمك وأنواع الشباك والرياح الملائمة للصيد. وفي غمار هذا العالم المتكامل، ثمة جانب آخر من الفرح والحكمة يتمثل في الأغاني وآلات العزف والأمثال الشعبية، وهو ما يركز عليه المؤلف بمهارة معرفية واستقصائية مميزة.

المجلد السابع: البيت وتربية الدواجن والحمام والنحل

لا تكتمل الحياة في الأرياف والمدن إلا بوجود البيت الذي يمنح الجماعة البشرية الاستقرار الدائم وتطوير دورة حياة مشتركة. وفي هذا المجلد، يدرس دالمان كل شيء عن البيت في الريف وفي المدينة بعدما أنهى في المجلد السادس دراسة البيت البدوي، أي الخيمة. وفي هذا الحقل المعرفي عكف المؤلف على وصف الحجارة اللازمة لبناء البيت وأنواعها، وكذلك تقسيمات البيت الداخلية، علاوة على القرميد والمِلاط والخشب (الأبواب والسقوف)، والشكل الخارجي للبيت (البيت المقبب، والبيت ذو الأعمدة، والبيت المنبسط من دون أعمدة). ولا يكتمل البيت، مدينيًا أكان أم ريفيًا، من دون الالتفات إلى أثاثه مثل فرش الجلوس والنوم. ووسائل الإنارة (الأسرجة والمصابيح) وأدوات الطبخ، والأطباق والموائد. ويجول المؤلف في نحو أربعين مدينة وقرية في فلسطين وسورية والأردن ولبنان مستكشفًا ومستطلعًا. وفي غضون تلك الجولة يتسنى له أن يجمع معلومات وافية عن تربية الدجاج والحمام والنحل في أرياف بلاد الشام، فيدرس أبراج الحمام وأبراج الحراسة والمناحل، وهي أمور حيوية ترتبط مباشرة بالبيت وفنائه ومحيطه. ولعل من أجمل فصول هذا المجلد هو الطقوس الاحتفالية عند اكتمال بناء البيت. وفي هذا المجلد، الذي ترجمه محمد أبو زيد، شروح كافية للأصول الأنثروبولوجية لهذه الطقوس بما في ذلك طقوس الدخول من باب البيت. ولا ينسى دالمان مقارنة ما جاء في الكتب المقدسة بالعادات الآرامية – السريانية والعربية التي استقرت في فلسطين منذ الفتح العربي.

المجلد الثامن: الميلاد والزواج والموت

توفي غوستاف دالمان في سنة 1941 بعد صدور المجلد السابع من كتابه الفريد العمل والعادات والتقاليد في فلسطين، وكان يستعد لإصدار المجلد الثامن الأخير الذي أنجز ثلثه فضلًا عن الفهرس وبدايات الفصل الأخير الذي يعالج فيه موضوع نهاية الحياة ودفن الموتى. فأكمل تلامذته أمثال كارل رينغستورف وهانز هيرتسبيرغ تحرير ما بقي من هذا المجلد استنادًا إلى تدوينات وملاحظات وشذرات تركها دالمان استعدادًا لصوغ النص النهائي لهذا المجلد.

يتقصّى هذا المجلد، الذي ترجمه كل من فيوليت الراهب ومتري الراهب، عملية الولادة ومعاملة الطفل المولود حديثًا، وكذلك طقوس العماد والختان، والخرافات المرتبطة بالولادة وتوابعها. كما يسير خطوة مع دورة الحياة البيتية، من المساء حتى الصباح، أي منذ وجبة العشاء حتى القيام في الفجر إما للصلاة أو للذهاب إلى الحقل. وفي هذا الميدان، اهتم بوجبات الطعام وطرائق تحضير الأطعمة والأشربة وضروب الترفيه والأعراس وما يرافقها من رقص وغناء ومعازف. ويمكن القول إن دالمان الذي وضع معظم فصول هذا الكتاب النادر، اختتم آخر فصل منه بمبحث عن نهاية الحياة، وبالتحديد عن الموت وطقوس الدفن في فلسطين.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات