تتتبّع هذه الدراسة هبّة الكرامة (2021) لدى فلسطينيّي الداخل عام 1948، وتحلّل السياق السياسي – الاجتماعي الاقتصادي الذي نشأت فيه. وتقترح نموذج "أزمة العتبة–الحدّية"، التي يقبع فيها فلسطينيّو الداخل، إطارًا نظريًّا لتحليل الهبّات وتحولاتها في الداخل. وتخلص إلى أن الهبّة انفجرت في نقطة تقاطع لسيرورة تحولات جرت في العقدين الأخيرين على مستوى إسرائيل والصهيونية إلى ناحية اشتداد البعدين الاستعماري والنيوليبرالي فيها من جهة، وتحولات عميقة جرت على مستوى المجتمع الفلسطيني في الداخل من جهة أخرى، ومن ثمّ رسّخت التحولات الإسرائيلية تقنيات استعمارية جديدة من المحو والضبط والاحتواء معًا تجاه فلسطينيّي 1948. وقد أثّرت هذه التغييرات وغيرها في نمط الحراك الشعبي في هبّة الكرامة التي أدّت إلى تحولات فيها مقارنةً بهبّات سابقة تمثّلت في مستويات جغرافيا الهبّة، وقاموسها، والشرائح الاجتماعية المنخرطة فيها، وشكل التنظيم الذي ترسّخ فيها.