تتناول هذه الدراسة نفوذ الشيخ رحمة بن جابر في المجال البحري للخليج في أواخر القرن الثامن عشر، ونشاط شبكته البحرية حول ثلاثة مراكز على شواطئ الخليج، من دون أن يكون له مجال سياسي واضح على اليابسة. وتناقش الدراسة أيضًا كيف ارتبطت نجاحات ابن جابر بالبحر، حيث جعل منه مجالًا لنفوذه ووسيلة للتنافس والتفاوض والدفاع، مقارنةً بشيوخ القبائل الآخرين المتمركزين على اليابسة. تساعد هذه المقارنة في الكشف عن مركزية أخرى، هي مركزية البحر التي همّشتها كتابات الباحثين والمؤرخين لمصلحة مركزية اليابسة في تحليل صعود القوى السياسية في الخليج في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. من هذه الزاوية، تفتح الدراسة الباب أمام إعادة النظر في تاريخ الخليج واختبار ملاءمة "المشيخة البحرية" مصطلحًا بديلًا من "القرصنة"، بما يحمله في طيّاته من خصائص مميزة له من مشيخات اليابسة.