تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
فيزياء الذرة الحديثة: مقاربة فلسفية تأويلية
  • المؤلفون:
  • كلوديا ناصر الدين
  • رقم الطبعة : الأولى
  • سنة النشر : 2024
  • عدد الصفحات : 303
  • الحجم : 22.5*15.5
  • 9786144456392 ISBN:
  • السعر :
    10.00 $
  • بعد الخصم :
    8.00 $
  • الكميّة:
  •  

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب فيزياء الذرة الحديثة: مقاربة فلسفية تأويلية، من تأليف الباحثة كلوديا ناصر الدين. يتألف الكتاب من تمهيد وعشرة فصول وخاتمة، تناقش جميعها أوجه العلاقة بين الفلسفة بوصفها علمًا يبحث في الظواهر الميتافيزيقية، والفيزياء بوصفها علمًا نظريًا تطبيقيًا محسوسًا (فيزيقيًا)، بدءًا من الفيزياء الكلاسيكية القديمة، ثم التغييرات التي طرأت عليها وأوصلتها إلى الفيزياء الحديثة التي أوجدت نافذة نحو التفكير الميتافيزيقي والجمع بين التفكيرين العلمي والفلسفي، وخصوصًا مع الانقلاب الذي أحدثته النظرية النسبية، ثم وصولًا إلى الفيزياء الذرية (فيزياء الكوانتم)، التي دشنت صلات وصل جديدة بين عقلانية الفلسفة وواقعية الفيزياء. يقع الكتاب في 304 صفحات، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.

الفيزياء والفلسفة: اختلاف حقيقي أم متوهَّم؟

يبدو للقارئ العادي أن هناك اختلافًا نوعيًا بين الفلسفة والفيزياء التي طَوّرت على نحو متسارع حياة الإنسان وحلّت ألغازًا في الطبيعة أرهقت أسرارُها طويلًا جموع الفلاسفة، وهو اختلاف انبثق منه سؤال مؤداه: أنحن أمام فيزياء موحّدة أم أنها مجال متشعِّب لا توقفه اكتشافات العلوم التجزيئية - التجريبية الآخذة في الاطّراد حتى وصلت إلى الفيزياء الكوانتية التي تدرس سلوك الجسيمات على المستوى المجهري وحساب احتمال ما يحدث لها بناء على حالتها وفق أساليب رياضية خاصة تُلغي مفهوم المراقِب وتستبدل به مفهوم المشارِك الذي يتنبأ بالسلوك الإجمالي للجسيم؟

رحلة الفيزياء: هل قرّبتها من الفلسفة؟

يكتسي المنجز العلمي للفيزياء بأهمية كبيرة لا تُبخس، وهي في رحلتها الموغلة في الزمن لم تقتصر على حياة الإنسان، بل تجاوزتها إلى الغوص في أعماق الكون. ولكن يجب في حال بحث علاقة مزعومة بين الفيزياء والفلسفة في هذه الرحلة التوقف عن الخلط بين المكتشفات الفيزيائية والافتراضات المترتبة على تثمينها، فثمة مضارّ مثلًا في افتراض مقدرة فائقة لديها على حل إشكالات الفلاسفة الكبرى، كما أنه يجب التوقف عن الخوض في إشكالية أيّهما أسبق في الوجود.

إن العلم محاولة لتنظيم خبرات سابقة وسبكها في إطار جديد، ويعتمد تطوره على قدرة الإطارات الجديدة على تفسير الظواهر الطبيعية أو التنبؤ بها، كمحاولة علماء الفيزياء إيجاد نظريات موحدة ونهائية تفسر الظواهر الكونية، الماكروية والميكروسكوبية على السواء. لكنّ تأريخه موضوعيًّا صعب، لتغيّر الحكم على النظريات العلمية، فمنها ما اعتُبر مُحكمًا في عصر وبات في غيره خرافة. بتعبير آخر، تاريخ العلم شأنه شأن تاريخ الفلسفة؛ مدوّنتان نظريتان حُجبتا عندما احتلت الصدارة المساهمات الفردية الممهِّدة لهما، فظهرا منقطعَين عن سياقيهما، وعندما أوجد كل منهما في زمانه حلًّا لأزمةٍ فإنه جعل الأزمات طريقًا للحلول، في علاقة جدلية غير ميكانيكية بين متناقضين (أزمة/ حل)، إذ إننا لا نستطيع تقصّي ما في البواطن إلا بظهوره، بعد انفجار أو طفرة، كظهور الفلسفة تجليًا لعلم سقراط الذي تفجّرت في شخصه علوم المتفلسفين قبله، وكتمظهر الفيزياء في بطليموس ... وهكذا.

إن صعوبة الاعتراف بأسبقية الفيزياء على الفلسفة، بعكس نحوِ أفلاطون إلى أن حاجة الإنسان المادية تأتي أولًا، يليها تفكيرُه في جوابات الأسئلة الوجودية وعلّة ما ينغّصه أو ينعّمه، تكمن في صعوبة التيقن من الجذور التاريخية للعلم والفلسفة، فضلًا عن أن ما يحيل عليه كلامه من أولوية إشباع البطون قبل العقول يحوّل الإنسان في الغالب إلى كائن غرائزي منزوع التعقّل القائم على ربط الأسباب بمسبباتها في كل ما يقع تحت نظره، وبناء على هذا رُبطت الفلسفة بالبحث عن السعادة في عالم طافح بالمتناقضات والتعقيدات الحائلة دون بساطة العيش؛ أي تصدّي الإنسان للمشكلات المادية والتفكر في أصل وجوده معًا.

أسئلة وجودية مشروعة

تبرز هنا أمام العلماء أسئلة ملحة، منها: على أيّ أساس بُنيت النظرية الفيزيائية؟ ومن أيّ أصل جاءت؟ وما الأساس المعرفي الذي تنبني عليه؟ إنها أسئلة ترمي إلى إزالة الغموض والالتباس من طرح النظريات العقلانية لماهية الفيزياء بصفتها علمًا ماديًا تجريبيًا، وهي نظريات لم تستطع فكاكًا من شبح فيزياء ديكارت ونيوتن الميتافيزيقية؛ فالتطور المهول للفيزياء الحديثة دفعها إلى التصدي لمعضلات ميتافيزيقية خلال التأمل الفلسفي لاستكشاف مبادئ كونية وراء تصدّر الفيزياء مع كل منجز علمي لواجهة البحث عن الأصل العلمي للمسائل الميتافيزيقية.

وتتساءل الباحثة عن العلاقة بين الفيزياء والميتافيزيقا في قرن الذكاء الاصطناعي المهدِّد لذكاء مَن أوجده؛ أي الإنسان؟ أتُعدّ عودة الفيزياء الحديثة إلى كنف الميتافيزيقا تعبيرًا عن وجود حقيقة واحدة، أم أن مصادر المعرفة متعددة وتُملي انفصالًا نهائيًّا بين مناهج الفيزياء ومناهج الفلسفة؟ وما المدى الذي يصبح معه للعناصر الفيزيائية ذاتيتها الخاصة التي تسمح بالتأويل، والتأويل كما نعلم هو عصب الفلسفة؟

لقد شكّلت الميتافيزيقا الوجه الآخر للفيزياء الأرسطية، وتشكّل اليوم الحدودَ التي بلغتها فيزياء الكوانتم بتجاوزها الحدود التجريبية. وبناء عليه، فإن أيّ مقاربة فلسفية لفيزياء الكوانتم ستحيل إلى علاقة خفية تجمعها بالفلسفة على الرغم من خوض الأخيرة في المسائل الفيزيقية والميتافيزيقية بطرق تأملية خالصة، ما أملى التناقض المتعارف عليه بين مناهج العلوم ومناهج الفلسفة.

الموضوع الرئيس للكتاب

يتمحور الكتاب حول موضوع أساسي هو تبيان مواطن التقاطع بين فيزياء الذرّة الحديثة (فيزياء الكوانتم) من جهة، والفلسفة من جهة أخرى، ويطرح بفصوله العشرة الأسئلة الفلسفية بامتياز التي تعيد الفيزياء الحديثة إحياءها، والمحاولات الرامية إلى تقريب أواصر العلاقة بينها وبين الفلسفة إلى ذهن القارئ، عبر الإشارة إلى التحولات الجذرية العظيمة التي شهدتها الفيزياء الحديثة مع نظرية آينشتاين النسبية، مرورًا باكتشاف ماكس بلانك للطاقة الكمومية، ثم وصولًا إلى نظريات الكمّ (الكوانت) المعقدة مع فيرنر هايزنبرغ وإرفين شرودنغر ولوي دو بروي، التي ساهمت في انتقال الفيزياء من المجال التجريبي المجرد إلى النطاق العقلي، ما يحوّل المادة الفيزيقية للفيزياء إلى مادة ميتافيزيقية ذات علاقة بمناهج التأمل الفلسفي وعُدَّته المنطقية. وإذا كان علماء الفيزياء قد أجابوا عن كل الأسئلة المطروحة في مضمارهم حول موضوع الكتاب، فإن الأسئلة الفلسفية المستعصية حتى الآن حول الذات الإنسانية وكل ما يختلجها من رغبات في بلوغ اللامتناهي لا تزال تطرح نفسها بإلحاح، ما دفع الفيزياء الحديثة إلى إنعاش البحث فيها.

تتناول الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب مسألة هيمنة التفكير الميتافيزيقي على الفيزياء الحديثة، وامتزاج الفيزيقا بالميتافيزيقا فيها على نحو مباشر، وصولًا إلى قمة تطورها مع نيوتن، الذي صاغ أشهر معادلة للجاذبية تعبّر عن النسق المتكامل والنهائي للفيزياء في أربعة قرون (من السابع عشر حتى العشرين). وتبيّن الفصول الرابع والخامس والسادس تحوّل النظريات العلمية عن مبادئ الفيزياء الكلاسيكية إلى أول وجوه الفيزياء الحديثة، وتتعرض بتبسيطٍ لإحداث النظرية النسبية تغييرًا جذريًا في نظرية الجاذبية النيوتنية وإدخالها مفاهيم جديدة على الفيزياء الكلاسيكية اتفق معظم الفيزيائيين على أنها مهّدت لمعالم الفيزياء الحديثة التي بدأت مع مقاربات فلسفية حول مفهومَي المكان والزمان اللذين أصبحا نسبيّين ويرتبطان عضويًا بحركة الملاحِظ (أي الذات التي ترصدهما). وتتناول الفصول السابع والثامن والتاسع والعاشر الوجه الآخر للفيزياء الحديثة: النظرية الكوانتية (الكمية)، والقوانين التي تتحكم في عالم الجسيمات الذرّية وما دون الذرّية، وتستعرض مآلات الفيزياء الحديثة في أوائل القرن العشرين واستنفادها الميتافيزيقا مع الفلسفة الأرسطية، متوقفةً أمام فيزياء ديكارت ونيوتن لتدخل في بحث التواشج بين العيني والماورائي الذي يجعل الظواهر الفيزيائية عرضة للتأويل، وإن احتفظت ببقايا من الإرث الوضعي.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات