تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
مناطق الحدود الاستعمارية: المجتمع والاقتصاد والهوية (حالة الناظور/ مليلية)
  • المؤلفون:
  • عز الدين الفراع
  • رقم الطبعة : الطبعة الأولى
  • سنة النشر : 2025
  • عدد الصفحات : 416
  • الحجم : 24*17
  • 9786144456811 ISBN:
  • السعر :
    14.00 $
  • بعد الخصم :
    11.20 $
  • الكميّة:
  •  

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب مناطق الحدود الاستعمارية: المجتمع والاقتصاد والهوية (حالة الناظور/ مليلية)، من تأليف عز الدين الفرّاع، ويقع في 417 صفحة، شاملًا ملخّصًا تنفيذيًّا وتصديرًا ومقدمة، وثمانية فصول موزّعة على ثلاثة أقسام، إضافة إلى خاتمة ومراجع وفهرس عامّ وجداول وأشكال وخرائط وصور.

يتناول الكتاب إشكالية العلاقة بين الأزمات التي تفرزها الحدود السياسية وتأثيرها العميق في مجتمعات المناطق الحدودية من جهة، والواقع الاستعماري الذي يعدّ نتاجًا لتوسع نمط الإنتاج الرأسمالي عالميًّا، وما أحدثه من أزمات وهجنة وفصام وتفاوتات واضحة في مجتمعات بلدان الجنوب التي خضعت للحكم الاستعماري الأوروبي من جهة أخرى. وينطلق من فرضية ترى أن الكولونيالية، باعتبارها الجانب المظلم للحداثة والنهضة والتنوير والعقلانية، أنتجت ديناميات تاريخية غير متكافئة، أثّرت في مصير حضارات تصطدم على حدود غرب المتوسط، مثل المغرب الإسلامي وإسبانيا المسيحية. وللاختبار العلمي لهذه الفرضية، أبرز البحث مخلّفات الرأسمالية، التي تظهر في الأدبيات باعتبارها مبنية على عقيدة الصدمة، ولا تنفصل عن السياسات الاستعمارية التي تهدف إلى ضم الأراضي الحيّة، وبناء الجدران الحديدية التي تتحكّم في حركة السكان، وتضمن استمرار الحكم الاستعماري ونهب الموارد الطبيعية الحيوية، كما هي الحال في مناطق مثل الناظور ومليلية.

الاستعمار في قلب الحداثة: من مليلية إلى مشهد الحدود

ينطلق كتاب مناطق الحدود الاستعمارية من فرضيتَين جوهريتَين لوالتر منيولو وتشافيير غاياردو، تُعيدان تشكيل تصورنا لموقع الاستعمار الكولونيالي، لا سيما الإسباني، في بناء أوروبا الحديثة. فالنزاعات الحدودية بين المغرب وإسبانيا ليست خلافات طارئة، بل هي تعبيرات متجدّدة عن علاقة غير متكافئة تضرب جذورها في التكوين الاستعماري الأول. وفي هذا السياق، تُمثّل مدينة مليلية نقطة التوتر الأكثر دلالة: مستوطنة إسبانية ذات طابع أوروبي مشيّدة فوق أرض أمازيغية مغربية، مفصولة عن محيطها بجدران حديدية، ومحصّنة باحتلال دام منذ عام 1497، مدعوم من الاتحاد الأوروبي، الذي يعدّها امتدادًا لحدوده الجنوبية.

ليست مليلية مدينة عادية، بل هي رمزٌ لاضمحلال الاقتصاد المغربي التاريخي، وانحسار سلطان "المخزن"، حتى باتت تُنعت بـ "المدينة المسلوبة". وعلى الرغم من خضوعها الفعلي للسيادة الإسبانية، يُصنّفها الخطاب المغربي ضمن الأراضي المحتلة، ويطعن في شرعية حدودها. وثمة تناقض كبير بين الخطاب المغربي المناهض للاستعمار والخطاب الإسباني المدعوم أوروبيًّا، الذي يشرعن ضم المدينة داخل إطار الاتحاد الأوروبي.

تبرز الحاجة إلى قراءة نقدية لحدود مليلية، تنطلق من "إبستيمولوجيا جنوبية" قادرة على تفكيك إرث الكولونيالية، وتأثيرها العميق في مفهومَي السيادة والدولة الوطنية، لا سيما في عالم تحكمه تقنيات المراقبة، ويتفاقم فيه إغلاق الحدود. وتُقدَّم مليلية هنا، بوصفها تقاطعًا لتواريخ الاستعمار، وواقع التهريب والهجرة، والهويات المتشابكة، وأزمات التنمية المركبة.

غياب الاستعمار الإسباني عن السرديات السوسيولوجية

يراجع الكتاب أعمالًا إثنوغرافية وسوسيولوجية مغربية وأجنبية، ويلاحظ كيف أغفلت في معظمها الاستعمار الإسباني مقارنةً بنظيره الفرنسي، على الرغم من الأثر العميق الذي خلّفه الأول في البنى القبَلية والمدينية. وينتقد المؤلّف تغييب البعد التاريخي في أطروحات مغربية، تناولت الريف والهجرة، وفشلها في ربط التحولات الاجتماعية بالبنى الاستعمارية التي أنتجتها. ويرى أن النزاعات المغربية - الإسبانية حول مليلية تُفهم، من خلال مفهوم "الدينامية النزاعية" فقط وفق تسمية جوليان فرويند، التي انطلقت من سقوط الأندلس، وسعت لمنع عودة المسلمين، وتعزيز السيطرة على شمال أفريقيا. وهذا ما يدعو إلى مساءلة السرديات الوطنية والرسمية التي تجاهلت هذا الامتداد الطويل للصراع.

ويكشف الكتاب عن مفارقة مؤلمة؛ فبعض سكّان الناظور يُبدون رغبة في استمرار السيطرة الإسبانية على مليلية، بل توسّعها، أملًا في الرفاه والحداثة والتنمية. وتُردّ هذه المفارقة إلى الهوية الريفية المركّبة، التي تمزج إرث المقاومة بتهميش الدولة، والتي زادتها السلطة المركزية تعقيدًا حين نعتت الريفيين بـ "الأوباش".

التهريب والهجرة: بين اقتصاد التهريب وتفتت الكرامة

يركّز الكتاب على ظاهرتَي التهريب والهجرة، بوصفهما من إفرازات الاستعمار؛ إذ شكّلت الحدود الاستعمارية بنية متجذّرة للأزمات الاقتصادية والهويات المهتزّة. فالاقتصاد غير النظامي الناتج من التهريب عطّل التنمية المحلية، وأبقى السكان في دوائر هشّة، تدفعهم إلى الهجرة المنظمة أو غير النظامية، بحثًا عن الكرامة المفقودة.

وتُفهَم العلاقة بين الهجرة والتهريب في ضوء التفاوت العالمي المغروس في هذه الحدود. ومع أن الهجرة نالت حظها من البحث، فإن التهريب، على الرغم من عمق تأثيره، لا يزال موضوعًا مغفَلًا، يستحق دراسات تكشف جذوره الاقتصادية والاجتماعية والاستعمارية.

يعتمد الكتاب على الإثنوغرافيا المتعددة الموقع، ويتتبّع حياة النساء الحالمات والشباب الحالمين بالهجرة، ويكشف كيف أصبح التهريب ممارسة ثقافية وهوية حدودية، تنبع من داخل التكوين الاجتماعي المحلي. وهو لا يفصل هذه الديناميات الدقيقة عن التحولات الكبرى، بل يربط بين التحليل السوسيولوجي والأنثروبولوجي والتاريخي، مبرهنًا على أن العلوم السياسية وحدها لا تكفي لفهم هذه المجتمعات المركّبة. وبهذا، لا يتوقّف التحليل عند حدود الجغرافيا، بل يتناول الجدار الحديدي الذي شيّدته إسبانيا في نهاية القرن العشرين، بوصفه امتدادًا ماديًّا للحدود الاستعمارية، ومحاولة لترويض موجات الهجرة. ومع ذلك، تبرز بين الحين والآخر مظاهر رمزية للمقاومة، كما في حادثة بتر يد تمثال القائد الإسباني إستوبنيان في عام 2012، لتذكّر بأن الرموز لا تموت.

الريف المغربي بين الدراسات الغربية والمقاربات المغاربية

أغفلت معظم الدراسات السوسيولوجية العربية الحدود الاستعمارية، على خلاف نظيراتها الغربية التي اهتمّت، مثلًا، بالحدود الأميركية - المكسيكية. وقد ساهمت الدراسات الاستعمارية في إنتاج معرفة استشراقية عن الريف المغربي، لم تتجاوزها نقديًّا إلا الدراسات المغاربية الحديثة التي سعت لتفكيكها استنادًا إلى الواقع المحلي.

يُبيّن المؤلف أنّ أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) دفعت إلى تشديد القيود على الحدود؛ ما فجّر أزمة اقتصادية عميقة، أدّت إلى اتساع نطاق الهجرة، بما فيها ظاهرة "الريسك" (المخاطرة بالحياة). وتوسّعت هذه المحاولات لتشمل العائلات والمتزوجين، ولجأ كثيرون إلى طرائق بديلة عبر تركيا والبلقان، بحثًا عن حياة خارج التهميش.

وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة قرون، تظلّ مليلية مدينة إسبانية قائمة في القارة الأفريقية، تتمتّع بحكم ذاتي، وتثير جدلًا مستمرًّا حول الهوية والانتماء. تداخلت فيها الحضارات، وتفاقمت فيها النزاعات، وبقيت هدفًا رمزيًّا ووطنيًّا في الخطاب المغربي، ضمن مشروع استعادة الثغور وتحقيق الوحدة الوطنية.

يختتم كتاب مناطق الحدود الاستعمارية بتأمّل عميق في إمكانات المقاومة، لا سيما الثقافية منها، مستندًا إلى طرح أنيبال كيخانو، الذي يرى أن الخلاص من الاستعمار يمرّ عبر تحرير العقول من قيوده، وتفكيك منظومات التبعية، والانعتاق من التطبيع مع الاحتلال، بوصفه من أشكال الإبادة الرمزية والمعنوية.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات
المقالات
  • ​تقدم هذه الدراسة مقاربة لتحليل ديناميات الحركات الاجتماعية والاحتجاجات في الأزمنة الثورية، اعتمادًا على التنظيرات السوسيولوجية النقدية من جهة، والدراسة الطولية لسير بعض النشطاء المغاربة الذين شاركوا في الاحتجاجات الناتجة من هذه الحركات، من جهة أخرى. من خلال قراءات تركيبية في عيّنة من هذه التنظيرات، وبناءً على مقابلات سيرية مع نشطاء شباب انخرطوا في حركة 20 فبراير 2011 وحراك الريف. تحاجّ الدراسة بأن الاحتجاجات الاجتماعية في المغرب لا تنفصل عن الثورات المتواصلة التي تشكّلت بهدف تغيير بنى سلطوية متحوّلة، وأبرزت كيفية تفاعل وتقاطع بعض الحركات الاجتماعية والحراكات الاحتجاجية المغربية مع الصيرورة الثورية التي تعيشها المنطقة العربية، من خلال التركيز على دور الهوية وتحولات السلطوية. وتبين الدراسة أوجه التشابه والاختلاف بين بعض الحركات الاجتماعية والاحتجاجات التي عرفها المغرب، إبان الثورات العربية، بموجتَيها الأولى والثانية.

  • ​تقدم هذه الدراسة مقاربة لتحليل ديناميات الحركات الاجتماعية والاحتجاجات في الأزمنة الثورية، اعتمادًا على التنظيرات السوسيولوجية النقدية من جهة، والدراسة الطولية لسير بعض النشطاء المغاربة الذين شاركوا في الاحتجاجات الناتجة من هذه الحركات، من جهة أخرى. من خلال قراءات تركيبية في عيّنة من هذه التنظيرات، وبناءً على مقابلات سيرية مع نشطاء شباب انخرطوا في حركة 20 فبراير 2011 وحراك الريف. تحاجّ الدراسة بأن الاحتجاجات الاجتماعية في المغرب لا تنفصل عن الثورات المتواصلة التي تشكّلت بهدف تغيير بنى سلطوية متحوّلة، وأبرزت كيفية تفاعل وتقاطع بعض الحركات الاجتماعية والحراكات الاحتجاجية المغربية مع الصيرورة الثورية التي تعيشها المنطقة العربية، من خلال التركيز على دور الهوية وتحولات السلطوية. وتبين الدراسة أوجه التشابه والاختلاف بين بعض الحركات الاجتماعية والاحتجاجات التي عرفها المغرب، إبان الثورات العربية، بموجتَيها الأولى والثانية.

  • ​تسهم هذه الورقة في التحليل النقدي لخطاب حركة "ألتراس" كرة القدم المغربية التي تصاعد حضورها داخل الملاعب الرياضية وخارجها. تجمع الألتراس بين تشجيع الفِرق والتفاعل مع الأزمات الاجتماعية والقضايا السياسية، ويَتَجَلَّى ذلك في طبيعة الأهازيج والشّعارات والعروض المصممة بدقة المعروفة باسم "تيفوس" التي تستعملها في تشجيعها لِفرَقَها وفي التعبير عن الولاء المطلق لها، مع إعطاء هذه الأهازيج والشعارات بعدًا تعبويًا وسياسيًا. ولأن الألتراس تعتمد اللغة بوصفها أداة رمزية، وتستخدمها بشكل استراتيجي في تأكيد الولاء والأبعاد السياسية، فقد وجهت الورقة اهتمامها إلى تحليل أوجه الارتباط والتفاعل بين خطاب هذه المجموعات من جهة، والأحداث التي عَرَفها المشهد السّياسي والوضع السوسيو-اقتصادي في المغرب والبلدان العربية من جهة ثانية، وذلك اعتمادًا على المنهجية التي طوَّرها نُورْمَانْ فِيرْكلافّ في حقل التحليل النقدي للخطاب.