تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
خط أحمر في الرمال: الدبلوماسية والاستراتيجيا والحروب المحتملة
  • المؤلفون:
  • ديفيد أ. أندلمان
  • رقم الطبعة : الأولى
  • سنة النشر : 2025
  • عدد الصفحات : 576
  • الحجم : 24*17
  • 9786144456934 ISBN:
  • السعر :
    20.00 $
  • بعد الخصم :
    16.00 $
  • الكميّة:
  •  

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب خط أحمر في الرمال: الدبلوماسية والاستراتيجيا والحروب المحتملة A Red Line in the Sand: Diplomacy, Strategy, and the History of Wars that Might Still Happen، ضمن سلسلة ترجمان، تأليف ديفيد أ. أندلمان وترجمة حازم نهار، ويقع في 577 صفحة، شاملًا مقدمة المؤلف للترجمة العربية، وتسعة فصول، وخاتمة، وملحق المؤلف للترجمة العربية، ومراجع وفهرسًا عامًّا، إضافة إلى قائمة صور وخرائط.

يقدّم الكتاب إطارًا شاملًا لفهم النزاعات والصراعات العالمية، عبر دراسة أصولها وتاريخها وتحولات تأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مستعرضًا أمثلة تاريخية دبلوماسية وعسكرية من مناطق متعددة. ويوضح كيف شكّلت الخطوط الحمر شبكة معقّدة في العالم، وكيف تعامل القادة معها لتحقيق مكاسب أو ارتكاب أخطاء أدّت إلى عواقب غير متوقّعة أو كارثية. ويستعرض دور البنى والهياكل السياسية وقوانينها في جعل بعض الصراعات محتومة، ويستخلص دروسًا عملية لفهم معادلة الحرب والسلام والجغرافيا السياسية، بهدف مساعدة العالم في أن يصبح أكثر أمانًا وسلامًا في القرن الحادي والعشرين.

انهيار الخطوط الحمر وتحوّلات المشهد العالمي

يسلّط كتاب خط أحمر في الرمال الضوء على انهيار "الخطوط الحمر" التي شكّلت عبر التاريخ ضوابط غير مكتوبة لتنظيم العلاقات بين الشعوب والدول، وضمان قدر من السلام والاستقرار. هذه الخطوط متجذّرة في التاريخ والمجتمع، ومن الصعوبة إعادة بنائها بعد تمزّقها. ففي الشرق الأوسط، أدّت أفعال إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تفكيك التوازن الهشّ بين الفلسطينيين واليهود، في حين عملت إيران عبر وكلائها على توسيع نفوذها في سورية والعراق ولبنان، مع تغييرات مدمّرة في معادلات المنطقة. وانعكس الصراع في اليمن على الأمن البحري العالمي، فأربك خطوط التجارة البحرية ورفع التكاليف والتضخم. وفي أوروبا، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تدمير الحدود المستقرّة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وفتح الباب أمام تحالفات جديدة تشكّل "محورًا استبداديًّا" يجمع روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، في حين غذّت القوى اليمينية صعود تحوّلات إضافية. أما في آسيا، فقد شكّل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عودةً إلى واقع تاريخي مرسوم هو خط "دوراند"، بينما تسعى الصين لفرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي وممارسة ضغوط على تايوان، وتبقى شبه الجزيرة الكورية مسرحًا هشًّا يثير القلق مع تنامي تقارب كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين. هكذا يظهر المشهد العالمي متشظيًّا، تتآكل فيه خطوط الردع القديمة وتتشكّل أخرى جديدة أكثر هشاشة، تهدّد الاستقرار الإقليمي والدولي.

أفريقيا والأميركتان بين الثبات والاهتزاز

يعرض كتاب خط أحمر في الرمال تحوّلات أفريقيا والأميركتين في ضوء انهيار "الخطوط الحمر" التاريخية. ففي أفريقيا، ورغم بقاء الحدود مستقرّة، شهدت القارة موجة انقلابات عسكرية منذ عام 2020 وضعت منطقة الساحل تحت حكم طغم غير منتخبة، مع انسحاب القوات الغربية وصعود نفوذ المرتزقة الروس والجهاديين المسلحين؛ ما عمّق الأزمات وأشعل نزاعات داخلية كما في السودان الذي يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ عقود. أما في الأميركتين، فمع ثبات الحدود قرنًا كاملًا منذ عقيدة مونرو، برز تهديد جديد مع عودة روسيا إلى المنطقة أول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية، من خلال رسوّ غواصات نووية في هافانا في عام 2024، وهو تحدٍّ مباشر للخطوط الحمر الأميركية. وتشهد القارة توتّرات حدودية بين فنزويلا وغويانا الغنية بالنفط، في ظل تغييرات سياسية متسارعة. ويخلص الكتاب إلى أن إعادة فهم هذه الخطوط الحمر وإدراك أسباب إنشائها شرط أساسي لاستعادة الاستقرار، لكن العالم يواجه واقعًا جديدًا يفرض التكيّف مع تحالفات مستبدّة وتوازنات متبدّلة حفاظًا على أبسط مقومات العيش المشترك.

الأوبئة وتحديات الخطوط الحمر

ينظر كتاب خط أحمر في الرمال في مآلات البشرية عبر ما يسميه "الخطوط الحمر" التي تتعرّض للاهتزاز أو الزوال، محذّرًا من قادة يتجاهلون دروس الماضي ويقودون العالم إلى مستقبل مظلم. ويستحضر جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" باعتباره حدثًا وجوديًّا عابرًا للحدود يوازي في أثره الإنفلونزا الإسبانية (1917-1920)، مبرزًا حجم الإصابات والوفيات آنذاك ومقارنًا بالأرقام الراهنة، خصوصًا في أوروبا والهند وأفريقيا التي دفعت أثمانًا بشرية فادحة. ويوضّح كيف ساهمت الحروب والتنقّلات في نشر الأوبئة، وأدت إلى تعطيل الزراعة والحياة الاقتصادية، لكنها أظهرت قدرة بعض المجتمعات على استعادة خطوطها وحدودها بعد الكارثة أيضًا. مع ذلك، فإن الوضع الحالي أكثر خطورة؛ إذ يحمل فيروس كورونا تهديدًا أطول وأوسع من الأوبئة السابقة، ويتقاطع مع تحدّيات عالمية كبرى مثل تغيّر المناخ. ويخلص إلى أن العالم يدخل مرحلة حرجة، حيث تتغيّر طبيعة الخطوط الحمر وتتبدّل بنيتها؛ ما يستوجب التفكير في مستقبل النظام الدولي بعد انتهاء هذه الأزمة.

الجائحة وتحوّلات المناطق الكبرى

يتناول الكتاب تجربة أوروبا في مواجهة فيروس كورونا، وكيف أعادت الأزمة اختبار مشروع الوحدة الأوروبية الذي قام على إزالة الحدود الوطنية. فبعد أن نجحت القارة في تفكيك أكثر من عشرين حدًّا وإنشاء فضاء شنغن الموحّد، ظهرت تحدّيات سابقة مثل البريكست وتدفّق اللاجئين، ثم جاء الفيروس ليكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي؛ إذ أعادت الدول فرض قيود حدودية صارمة، وأغلقت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا حدودها، وتحوّلت هنغاريا بقيادة فيكتور أوربان إلى نموذج استبدادي. وقد برزت انقسامات بين الشمال الغني والجنوب المتضرّر، مع اتهامات متبادلة بالأنانية واحتكار الموارد الطبية، بينما تراجعت قيم التضامن لمصلحة النزعات القومية. ورغم هذا التصدع، بدأت أوروبا ترفع القيود تدريجيًا منتصف عام 2020، وسجّلت نتائج أفضل من الولايات المتحدة الأميركية، لكن الموجة الثانية أعادت القلق والإغلاق. وفي خضم ذلك، توصّل قادة الاتحاد إلى خطة إنقاذ كبرى بقيمة 1.8 تريليون يورو بعد مفاوضات مضنية، مع خلافات حول تقاسم الأعباء. غير أن فرنسا وألمانيا أدّتا دورًا محوريًّا في حفظ التماسك. وهكذا شكّل الوباء اختبارًا مصيريًّا للاتحاد الأوروبي؛ إذ أعاد إحياء الحدود مؤقتًا لكنه دفع نحو إعادة التفكير في بناء نظام اقتصادي واجتماعي أكثر وعيًا بيئيًّا وتنسيقًا صحيًّا، مع تصميم أوروبي على تثبيت استقلاليته في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا.

أما في الشرق الأوسط، فقد ركّز الكتاب على إيران والعراق وسورية والمملكة العربية السعودية؛ إذ تعاملت إيران باستخفاف كارثي مع الجائحة رغم أنها الأكثر تضرّرًا، في ظل عقوبات خانقة منعت عنها الإمدادات الطبية؛ ما فاقم أزمتيها الصحية والاقتصادية. ورغم ذلك، واصل النظام والميليشيات النشاط العسكري داخل العراق وخارجه، مستغلَّين انشغال العالم لترسيخ النفوذ الإيراني وإزالة الحدود السياسية والطائفية القديمة. وفي العراق، ورغم إغلاق الحدود مع إيران، استمرّت الميليشيات في تعزيز حضورها الاجتماعي والعسكري، وظلّ الصراع الداخلي محتدمًا. أما في السعودية، فقد شكّلت الجائحة تهديدًا مباشرًا للنظام بعد إصابة أفراد من العائلة المالكة، واضطرّت الرياض إلى وقف النار في اليمن، في حين تزامن انهيار أسعار النفط مع تراجع الطلب العالمي؛ ما أضعف قدرتها على حماية خطوطها الحمر. ويظهر أن الجائحة لم توقف الحروب والنزاعات، بل كشفت هشاشة أنظمة المنطقة، وفاقمت الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأعادت رسم التوازنات بين إيران والسعودية، مع فتح الباب أمام تحوّلات جيوسياسية غير محسوبة.

أما روسيا، فقد تعاملت في عهد بوتين مع الجائحة وتداعياتها. فقد بدا الوباء في البداية فرصة لبوتين؛ إذ سمح له النفط بتعزيز نفوذه الإقليمي والدولي، لكن انهيار الأسعار مع الإغلاق العالمي هزّ الاستقرار، فاضطرّت روسيا إلى عقد اتفاق مع السعودية لخفض الإنتاج. أما داخليًّا، فقد أجبره تفشي الفيروس على تأجيل التصويت على تعديل الدستور، وواجهت البلاد أعداد إصابات ووفيات مرتفعة من دون استراتيجية واضحة؛ ما دفعه إلى ترك إدارة الأزمة للمحافظين والبلديات. ومع ذلك، لم يتراجع عن سياساته الخارجية؛ إذ واصل توسيع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، ودعم سورية، وأجرى اتصالات مع تركيا وإيران وإسرائيل وحماس، وأرسل مساعدات إلى دول عدة. وهكذا ظهر وجهان متناقضان: استغلال بوتين الوباءَ لتعزيز خطوطه الخارجية، مقابل محدوديّة قبضته أمام أزمة صحية لم يستطع التحكم في مسارها داخليًّا.

أما في آسيا، فقد أثرت الجائحة في بحر الصين الجنوبي، حيث تراجعت حركة الشحن وتقلّصت الطاقة الاستيعابية للسفن. ورغم ذلك، واصلت الصين فرض خطوطها الحمر البحرية ووسّعتها عبر إغراق سفينة فيتنامية وإنشاء محطّات بحثية في مناطق متنازع عليها. كما لجأت إلى "دبلوماسية الأقنعة" لتوزيع مساعدات طبية، رغم اتهامات بجودتها الرديئة وبمسؤولية مختبر ووهان عن الفيروس. وقد استغلّت الصين انكفاء الولايات المتحدة بعد إصابة حاملاتها البحرية لتوسيع حضورها، لكنها واجهت انتقادات دولية قيّدت نفوذها. وعلى المستوى الاقتصادي، عانت آسيا من أسوأ تراجع منذ ستة عقود، مع نمو شبه معدوم في معظم الدول، بينما حقّقت الصين نموًّا متواضعًا بنسبة 1.2 في المئة فقط؛ ما جعل خطوطها الحمر البحرية أكثر رسوخًا محليًّا لكن أقلّ قدرة على التمدّد عالميًّا.

وفي أفريقيا، رسم الكتاب صورة قاتمة عن تهديد الجائحة في ظلّ هشاشة الأنظمة الصحية وضعف الإمكانات. فالقارة التي فقدت الملايين في عام 1918 دخلت في عام 2020 وهي شبه عاجزة عن المواجهة: أجهزة تنفّس قليلة، ونقص في الكوادر الطبية، وأسواق مكتظة تحول دون التباعد الاجتماعي. وحذّر خبراء مثل دنيس موكويغي من أن القارة قد تتحوّل إلى بؤرة لموجة ثانية قاتلة إذا تُركت وحيدة. ودعا قادة عالميون إلى إعفاءات من الديون ودعم عاجل، في حين برزت الصين بمساعدات ميدانية على حساب الولايات المتحدة. وزادت الأوضاع تعقيدًا بسبب الصراعات المسلّحة التي تحرم مجتمعات من الخدمات، وهشاشة المناعة العامة بسبب أمراض مستوطنة. مع كل ذلك، فاجأت أفريقيا العالم بتسجيل إصابات أقل نسبيًّا بعد تسعة أشهر من الجائحة؛ ما أعطى بصيص أمل، لكن التعاون العابر للحدود يبقى ضروريًّا لمنع كارثة أكبر.

رؤية فكرية في مصير البشرية

يقدّم الكتاب في ختامه رؤية فكرية عميقة عن مصير البشرية في ظلّ الأزمات الكبرى. تنطلق العالِمة لين مارغوليس من فرضية أن كل نوع ناجح محكوم بالزوال، وترى أن الإنسان مهدّد بأن يصبح "ثدييًّا طفيليًّا" يفوق قدرة بيئته على الاحتمال. فالأوبئة والحروب والفقر والتدهور البيئي قد تعجّل بانقراضنا، لكن التنظيم الاجتماعي منح البشر فرصة لمواجهة هذه التهديدات. غير أن جائحة كورونا كشفت هشاشة هذا التنظيم، خصوصًا مع انعزال الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترمب وانسحابها من الأطر الدولية؛ ما أحدث فراغًا عالميًّا في القيادة. في المقابل، برزت أصوات شخصيات مثل إيمانويل ماكرون تدعو إلى هدنة عالمية وتعزيز التعددية. وقد أبرزت الأزمة مخاطر الانغلاق القومي، لكنها أعادت الاعتبار إلى التعاون الدولي أيضًا، باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الوجودية مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، والأسلحة النووية، والأوبئة. ويخلص الكتاب إلى أن الجائحة كانت لحظة كاشفة: إمّا أن تنزلق البشرية إلى مسار الفناء، وإمّا أن تستفيد من الدرس لتعيد بناء عالم أكثر تضامنًا وعدلًا. ويبقى الرهان على وعي الإنسان بقدراته الجماعية ليصنع "الخطوط الحمر" الجديدة التي تحمي الحياة بدل أن تهددها.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات