يبحث كتاب الباحث الفلسطيني عصام سخنيني "الجريمة المقدسة: الإبادة الجماعية من أيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني" (192 صفحة من القطع الكبير)، في البداية في مصطلح الإبادة الجماعية (Genocide) ويعرض معانيه ومدلولاته. ويحاول المؤلف في هذا الكتاب تقديم فهم للمشروع الصهيوني، يقوم على تحليل بنيته الإبادية، إن في نشأته أو في غايته، أو صيرورته أو مخرجاته. فالمشروع الصهيوني هو مشروع كولونيالي/ استيطاني يقوم على عقيدة الإبادية. وفي هذا الصدد، يرجع بنا الكاتب في بحثه إلى جذور العقيدة اليهودية المتمثلة في الإله يهوه المنغمس بالدماء، والذي يأمر مريديه بسفك الدماء وإبادة غيرهم من بشر، وحيوانات أيضًا. كما يتناول الكاتب خطاب الإبادة الصهيوني الذي يستعير أحكام الشريعة اليهودية لتسويغ الإبادة الجماعية التي ارتكبها، ولا يزال يرتكبها، ضد العرب الفلسطينيين. فالتطهير العرقي سمة أساسية من سمات الخطاب الصهيوني، إذ يرى الباحث أن عمليات التطهير العرقي التي مارسها، وكانت ممنهجة في نكبة عام 1948، اعتمدت على طرد السكان العرب من مدنهم وقراهم، ودمرت أماكن سكناهم، بعد ترويعهم بارتكاب مذابح جماعية.
فضلًا عن مشروع التطهير العرقي، يتضمن الكتاب تفاصيل عن تطرّف المشروع الصهيون في تطبيق الإبادة التي تطال الذاكرة الجمعية الفلسطينية، بمحاولة إبادة التاريخ الفلسطيني القديم واغتيال هوية المكان وتجريف الذاكرة المادية.