يناقش ألان غريش الصحافي الفرنسي في كتايه "علامَ يُطلق اسم فلسطين؟" (255 صفحة من القطع الصّغير) القضية الفلسطينية منذ البداية، كأنه يردّ على ادّعاء الصهيونية أنّها استولت على أرضٍ من دون سكان، فيتساءل ببساطة "علام يُطلق اسم فلسطين" لينطلق في سرد الأحداث التاريخية المتشابكة، ويكشف ما يتغاضى عنه الغرب. وأهمية الكتاب في تنوير الرأي العامّ الفرنسي بلغته على حقائق لا ينقلها الإعلام والردّ على من يؤثّر في الفرنسيين، أمثال برنار – هنري ليفي، ولكنّه يفيد القارئ العربي أيضًا في تبيان أهمية القضية الفلسطينية التي بدت تتقلّص أمام اندلاع صراعاتٍ أخرى أو مع قيام الثورات العربية التي أُطلق عليها اسم "الربيع العربي"، فإذ بفلسطين تبقى عنوانًا بارزًا في نفس الشعوب العربية، لا تغيب عنها.
تتّضح أهمية فلسطين في هذا الكتاب أكثر فأكثر، ليس للطابع "المقدّس" الذي تكتسبه عاصمتها القدس، بل بفضل ما يتوقّعه المؤلّف في صيرورتها موئلًا لتخطّي صراع الحضارات (وفي أوجهه الحروب الصليبية)، في سبيل تحقيق حلم طوباوي يُرجّح أن يُحقّقه ضغط الشعوب العربية على إسرائيل والدول الغربية، لقيام دولةٍ واحدة جامعة للفلسطينيين واليهود، تقوم على مبدأ المواطنة لا على التمييز العنصري، فيصحّح مسار نظام عالمي جائر ولّد هذه الدولة العدائية.