تحاول هذه الشهادة تقديم سرد موجز مكثف لسيرة العنف في الحالة السوريّة، وتطوّره شدّةً ونطاقًا، وتحوّله إلى حرب ذات أبعاد إقليمية ودولية. ومدخلها التذكير أوّلًا بأنّ المسألة السوريّة بدأت ثورة شعبية سلمية الطابع العام، وبأنّ بادئ العنف ورائده هو نظام الأسد ومن ثمّ حلفاؤه الذين قدموا إليه أو استجلبهم، وعنفهم هو الأشدّ قسوة وتواترًا والأوسع نطاقًا وأثرًا. وبناءً عليه، نفرّق بين أطرافٍ وقوى استخدمت العنف تاليًا بمناسبة حالتَي الثورة والحرب، مع قدرٍ متباين من الدوافع والحيثيات السابقة واللاحقة لاندلاعهما، وبين أطراف وقوى أخرى انجرّت له انجرارًا تامًا أو شبه تام، بوصفه حالة مقاومة لعنف نظام الأسد وحلفائه.