تتجه هذه الدراسة إلى التفكير في مفهوم الشر من منظور فلسفي. ولئن تعددت المرجعيات واختلفت التأويلات لهذا المفهوم، فإنّ الغاية المنشودة هي التفكير في الإنسان أو بناء أنثروبولوجيا لإنسان منظورًا إليه من زاوية الفعل والحرية والمسؤولية. فالإنسان كائن خطّاء وهشّ وضعيف وغير معصوم، يقترف الشر بإرادته أو باستعماله لحريته. وهو بذلك يحدد طبيعة وجوده في العالم وعاقته بالآخرين. وإنّ الحديث عن الشر يستبطن دعوةً إلى فعل الخير، ونشر السلم، والإيمان بالاختاف، والاعتراف بالتعدد، ونبذ العنف والإرهاب.