يعدّ تدخّل الجيش في الحياة السياسية مسألة لصيقة بمختلف الأنظمة الأفريقية والعربية ودول العالم الثالث عامة، حيث تتورط المؤسسة العسكرية بصورة أو بأخرى لتشغل حيزًا معتبرًا في الحياة السياسية. وهو ما أطلق عليه بعض الباحثين "زرع المؤسسة العسكرية في الحياة المدنية". وفي هذا الإطار، تظهر الجزائر دولة حديثة الاستقلال (1962)، قام فيها الجيش بدور حاسم في تحديد معالم العملية السياسية طوال الفترة الممتدة من الاستقلال إلى غاية حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي مازال في السلطة إلى غاية يومنا هذا 1999-2015. وعليه، ستناقش هذه الدراسة دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية ( في الجزائر من جهة، وعلاقتها بمؤسسة الرئاسة من جهة أخرى، من خ ال التطرق لمرحلة الاستقلال إلى غاية مطلع التسعينيات التي شهدت تدخّلًا مباشرًا للجيش في السياسة، ،2008-2014 وصولًا إلى تشريح مرحلة عبد العزيز بوتفليقة، وذلك على مرحلتين: ) 1999 وهي المرحلة التي وصفت بتحييد الجيش وتقييد أدواره دستوريًا، كما باتت تطرح نقاشًا كبيرًا بخاصة في ظل ترشّح بوتفليقة لولايةٍ رابعة على الرغم من متاعبه الصحية وعلاقة ذلك بالجيش وجهاز المخابرات. وهي التداخ ات التي ترسم بوضوح مستقبل الجزائر السياسي.