تبنّى السياسيون الأوروبيون والدبلوماسيون والإعلام والرأي العام، بحماسٍ، سنة 2011 ، ما سُمي الربيع العربي. وتعهد الاتحاد الأوروبي بدعم عمليات التحوّل الحاصلة في المنطقة بسخاء. ومع ذلك، لم يرقَ الأوروبيون إلى مستوى وعودهم؛ فقد تحوّل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، على خلفية تحوّل الثورات العربية إلى العنف والحرب الأهلية في بعض البلدان، واستعادة الحكم الاستبدادي في أخرى، إلى متفرجين يتعاملون مع عوارض الأزمة بدلًا من التأثير في مسار التطورات. وبدلًا من أن يؤثّر الاتحاد الأوروبي في الديناميات التي أطلقها الربيع العربي، أثّرت هذه الديناميات بقوة في أوروبا. تحلل هذه الدراسة مناهج الاتحاد الأوروبي في التعامل مع "الربيع العربي"، وأدواته في ذلك، وأولوياته، وكيفية تحوّله على مدى السنوات الماضية.