تتناول هذه الدراسة رحلة العالم الدمشقي محمد بدر الدين الغزي بُعيد الفتح العثماني لبلاد الشام إلى إسطنبول (عام 1530 ). كان الهدف من الرحلة استعادة ما فقده من منصب أو مناصب. إلّا أنّ النص يكتسب أهميته التاريخية من الوصف الذي يقدّمه للبلاد "الرومية" التي مرّ بها، وتعليقه أحيانًا على سلوك بعض من أتيح له الاختلاط بهم أثناء الرحلة. تفيدنا رحلة الغزي كذلك في تلمّس طبيعة العلاقة بين العرب والأتراك، وما انطوت عليه من سوء الفهم أو الأحكام المسبقة في هذه الفترة المبكرة من دخول بلاد الشام تحت الحكم العثماني. كما تكشف لنا هذه الرحلة عن شبكة العلاقات التي نسجها العلماء العرب مع أقرانهم من الأروام وكيفية استمرارها عبر الأجيال.