تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
للإشتراك سنـوياً بالدوريات إضغط هنا
مجلة أسطور - العدد 6
  • السعر :
    7.00 $
  • الكميّة:
  •  
في باب "دراسات"، يُفتتح العدد بدراسة في المصادر الإسلامية المبكرة بعنوان "ماهية المصادر الإسلاميّة المبكّرة واختلاف آراء الباحثين في أهميّتها التاريخيّة"، أعدّتها المؤرخة التونسية حياة عمامو، حيث تعالج آراء الباحثين بخاصة المستشرقين في تقييم هذه المصادر غير المباشرة في كتابة تاريخ المسلمين الأوّل. وللاطلاع على هذا الاختلاف بين الباحثين وحسمه، قامت عمامو بذكر المقاربات التي اعتمدها المؤرخون في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين ضمن ثلاثة اتجاهات؛ وهي: المقاربة الوصفية، والمقاربة النقدية، والمقاربة التشكيكية، وقامت بتحليل كل منها.
أمّا الدراسة الثانية، فهي " صورة البيزنطيين في الحضارة العربية من خلال اللغة" للمؤرخ الراحل محمد الطاهر المنصوري. ويتناول عنصر "اللغة"، الذي كان غائبًا عن تناول الدارسين لصورة البيزنطيين وصورة العرب والتبادل بين الطرفين في جوانب مختلفة، وهو ما حاولت هذه الدراسة التطرق إليه والتي يمكن عدّها بحثًا في تاريخ الذهنيات؛ إذ يسمح بفهم آليات التوظيف اللغوي العربي عند الحديث عن الآخر وأثر المُتخيل في ذلك. 
وتقدم دراسة "في الطريق إلى دار السعادة: مشاهدات عالم شامي في الأناضول وإسطنبول سنة 1530"، وهي دراسة مشتركة للمؤرخ عبد الرحيم أبو حسين وطارق أبو حسين، معالجةً لطبيعة العلاقة بين العرب والأتراك، وما انطوت عليه من سوء الفهم أو الأحكام المسبقة في هذه الفترة المبكرة من دخول بلاد الشام تحت الحكم العثماني، وذلك من خلال رحلة العالم الدمشقي محمد بدر الدين الغزي بُعيد الفتح العثماني لبلاد الشام إلى إسطنبول عام 1530. 
أمّا دراسة "الأسرى المغاربة في أوروبا في الفترة 1772-1775 من خلال الأرشيف الوطني التونسي"، للباحث الأمجد بوزيد، فقد سعت إلى توضيح العلاقة بين القرصنة البحرية والأسر، والتعريف بمظهر من مظاهر توتر العلاقات بين أوروبا والإيالات العثمانية الثلاث: تونس والجزائر وطرابلس الغرب، وذلك من خلال العودة إلى الأرشيف الوطني التونسي ودراسة عيّـنات من أسرى بلدان المغرب في أوروبا خلال الفترة 1772-1775.
وفي جانب الرحلات أيضًا، جاءت دراسة "الرحلات الفرنسية إلى الجنوب المغربي خلال القرن 19: الوقائع والتمثلات " لمحمد أيتجمال. وقد تناول في هذه الدراسة عرض كتابات الرحالة والمكتشفين الذين أرسلتهم فرنسا خلال القرن التاسع إلى الجنوب المغربي وتفنيدها، حيث كانت هذه الكتابات تكريسًا لصورة نمطية متكررة، تؤطرها عدة مرجعيات عميقة في التاريخ الأوربي. 
أمّا دراسة الباحث فاتح رجب قدارة "التأريخ للأحداث المعاصرة من خلال المذكرات والشهادات الشخصية (الحالة الليبية أنموذجًا)"، فقد ركّزت على التعريف بالمذكرات والشهادات الشخصية وخلفيات تدوين عدد من هذه النماذج المستخدمة في الدراسة، وبروز هذه الظاهرة في المشهد الليبي، وإجراء دراسة نقدية مقارنة لنماذج من كتابات الساسة والفاعلين ورؤاهم في الأحداث الكبرى التي مثّلت منعطفات تاريخية في سيرورة الحدث الليبي منذ عام 1951 حتى الزمن الراهن. وفي الموضوع نفسه، تأتي دراسة "الشاهد والمؤرخ في المغرب: صراع أم تكامل؟" للمؤرخ عبد العزيز الطاهري، إذ يتناول جدلية العلاقة بين الشاهد (الفاعل التاريخي، والسياسي خاصةً) والمؤرخ الجامعي، بين الشهادة والتاريخ، وذلك بالتركيز على المغرب في مرحلة ما بعد ما بعد سنة 1956 وانتهاء مرحلة الحماية.
أمّا باب "وثيقة"، فيتناول رحلة أحمد بن محمد بن الحسن السبعي الحسني الإدريسي الدرقاوي خلال أواخر القرن التاسع عشر إلى بلاد الحجاز " مشاهد من الحجاز أواخر القرن التاسع عشر" للباحث الحاج ساسيوي. وتتناول رصد جوانب عدة من الوضع العام الحجازي، كالمجتمع (الطبائع والعادات، والخريطة العقدية والمذهبية والطرقية، والمرض والأوبئة والموت، وغير ذلك)، والاقتصاد (الفلاحة، ووسائل النقل والطرق، وغيرها).
وفي باب الترجمات، يُقدّم العدد ترجمةً لدراسة راناجيت غُهَا الشهيرة "نثر مكافحة التمرد"، أعدّها الباحث ثائر ديب؛ إذ يحلل، التأريخَ الذي تناول حركات التمرد الفلاحية في الهند المستعمَرة. وأطروحته الأساسية في هذا التحليل هي أنَّ المؤرخين الذين درسوا هذه الحركات لم يأخذوا في الحسبان وعيَ الفلاحين الخاص، ولذلك وصفوا تمرداتهم بأنها هبّات عفوية أو اكتفوا بدراسة خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية. كما يحاول تهيئة الأرضية لمنهجية جديدة في التأريخ، منهجية تعيد الاعتبار لوعي التابع، بما في ذلك تديّنه، وتترك له أن يتكلم ويفعل بوصفه ذات تاريخه.
أمّا باب المراجعات، فقد ضمّ ثلاث مراجعات كتب؛ وذلك لكل من رائد السمهوري لكتاب حملات كسروان في التاريخ السياسي لفتاوى ابن تيمية، وعبد الرحيم بنحادة لكتاب أطلس تاريخي تونسي في القرن السادس عشر، وعبد الحي الخيلي الذي قدّم قراءةً في كتاب جنّة الكفار: سفير عثماني في باريس سنة 1721، بعنوان " العثمانيون وإرهاصات الحداثة".
يختتم العدد أبوابه بـ "ندوة أسطور"، وهي تشتمل على تسع دراساتٍ من أوراق الندوة التي نظّمها قسم التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا ومجلة "أسطور"، خلال الفترة 26-27 كانون الأول/ ديسمبر 2016، في الدوحة، بعنوان "اقتسام العالم: بمناسبة مرور مئة سنة على اتفاقية سايكس - بيكو". وجاءت في ثلاثة محاور: سايكس بيكو: السيرورة والرهانات، والمشرق العربي وقضايا تقسيم العالم، وتقسيم العالم: المرجعيات والهويات. ويختتم العدد مواده بتقرير عن المؤتمر السنوي الرابع للدراسات التاريخية الذي عقد في بيروت، بعنوان "العرب: من مرج دابق إلى سايكس - بيكو (1516-1916): تحولات بُنى السلطة والمجتمع، من الكيانات والإمارات السلطانية إلى الكيانات الوطنية"، وذلك في 21 و22 نيسان/ أبريل 2017.
اشتر مقالاً
  •  يعالج هذا البحث مشكلة المصادر العربية الإسلامية المعتمدة في كتابة تاريخ المسلمين. وهي مصادر غير مباشرة بحكم كتابتها بعد قرن ونصف القرن من حدوث وقائعها، وتفتقر إلى الوثائق الأرشيفية والآثار المكتوبة والصامتة بوصفها مصادر مباشرة، على الرغم من تعدّدها وتنوّعها بين إخبارية وأدبية وفقهية وجغرافية وكتب حديث وتفسير وطبقات وتراجم. واختلفت آراء الباحثين، وبخاصة المستشرقين منهم، في تقييم هذه المصادر غير المباشرة في كتابة تاريخ المسلمين الأوّل؛ فمنهم من يرى أنّها جديرة بالثقة لكتابة هذا التاريخ، ومنهم من يرى أنّها غير موثوق بها لتكون مادة أولية للقيام بهذه المهمة لعدم أصالتها. وللاطلاع على هذا الاختلاف بين الباحثين وحسمه، قمنا بتعديد المقاربات التي اعتمدها المؤرخون في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين؛ وتتمثل بالمقاربة الوصفية التي تثق بكلّ ما ورد في المصادر العربية الإسلامية، والمقاربة النقدية التي تعتمد على هذه المادة مع إخضاعها للنقد الصارم ومقارنتها بما ورد في المصادر الأجنبية بخاصّة منها الإغريقية والسريانية، والمقاربة التشكيكية التي تشكّك في صدقية المادة الواردة في المصادر العربية الإسامية، مقابل الاعتماد كليًّا على المصادر الأجنبية، على الرغم من أنّ طبيعتها لا تختلف عن المصادر الأولى.
  • لقد كانت لبيزنطة التي تحمل إرث الإمبراطورية الرومانية علاقات عِدَّة مع العالم العربي - الإسلامي، لم تنحصر فقط في تاريخ الكراهية والصراع. فإنْ كانت التصورات المُتبادلة قد أُنتجتْ في اليوم الأول من الحرب، فإن العلاقات فيما بعد سيطبعها جانب مهم من التبادلات الرسمية والتعايش، والتي تجد طريقها من خلال المراسلات بين الملوك والأمراء، وما يطبع مناطق التخوم من احتكاك مستمر كافتداء الأسرى والانتقال بين الجانبين، إضافة إلى السفر، والتجارة. لقد تناول عدد كبير من الدارسين جوانب مختلفة من صورة البيزنطيين وصورة العرب والتبادل بين الطرفين؛ بيد أنَّ "اللغة" ظلتْ مُغيَّبة عن البحث والتقصي، وهو ما سنحاول التطرق إليه في هذا المقال الذي يمكن عدّه بحثاً في تاريخ الذهنيات، إذ يسمح بفهم آليات التوظيف اللغوي العربي عند الحديث عن الآخر وأثر المُتخيل في ذلك. تتحدَّد إذًا الإشكالية التي سنتناولها في هذه الدراسة في السؤالين التاليين: كيف عبّر العرب من خلال اللغة عن الآخر البيزنطي؟ وما هي الكلمات والمصطلحات التي استعملها العرب للحديث عن البيزنطيين؟
  • تتناول هذه الدراسة رحلة العالم الدمشقي محمد بدر الدين الغزي بُعيد الفتح العثماني لبلاد الشام إلى إسطنبول (عام 1530 ). كان الهدف من الرحلة استعادة ما فقده من منصب أو مناصب. إلّا أنّ النص يكتسب أهميته التاريخية من الوصف الذي يقدّمه للبلاد "الرومية" التي مرّ بها، وتعليقه أحيانًا على سلوك بعض من أتيح له الاختلاط بهم أثناء الرحلة. تفيدنا رحلة الغزي كذلك في تلمّس طبيعة العلاقة بين العرب والأتراك، وما انطوت عليه من سوء الفهم أو الأحكام المسبقة في هذه الفترة المبكرة من دخول بلاد الشام تحت الحكم العثماني. كما تكشف لنا هذه الرحلة عن شبكة العلاقات التي نسجها العلماء العرب مع أقرانهم من الأروام وكيفية استمرارها عبر الأجيال.
  • من خلال دراسة عيّنات من أسرى بلدان المغرب في أوروبا خلال الفترة 1772 و 1775 ويطمح هذا العمل إلى توضيح العلاقة بين - القرصنة البحرية والأسر، والتعريف بمظهر من مظاهر توتر العلاقات بين أوروبا والإيالات العثمانية الثلاث: تونس والجزائر وطرابلس الغرب. فالبحث لا يهتمّ بتاريخ القرصنة، وإنما يتركز على التعريف بتاريخ مجموعات من المغاربة المنسيين والمضطهدين في أوروبا في القرن الثامن عشر الميلادي. واعتمادًا على الوثائق التاريخية، تناولنا بالتحليل في القسم الأول من العمل الأصول الجغرافية للأسرى، وتوزعهم بحسب الأجناس، والأعمار، والنشاطات الاقتصادية. أمّا القسم الثاني منه، فإنه يهتم بقوى القرصنة الأوروبية والسبل التي كانت متاحة أمام أسرى بلدان المغرب للتحرّر من قيود الأسر. وانطلاقًا من عيّنات الأسرى المغاربة الذين سرحتهم القوى الأوروبية، أمكن لنا معرفة ارتفاع عدد المغاربة الذين عانوا الأسر والرق في أوروبا، وتعدد أجناسهم، واختلاف أعمارهم ووظائفهم. وهذا الأمر يعدّ دليلًا مهمًا على تبدل موازين القوى في البحر الأبيض المتوسط في أواخر القرن الثامن عشر لمصلحة الأوروبيين، وعلى الدور الهامشي الذي أصبح لبلدان المغرب في الدورة الاقتصادية المتوسطية والعالمية.
  • كان احتلال فرنسا للجزائر والسنغال عاملًا عجل بإرسال الجواسيس والمكتشفين إلى الجنوب المغربي بهدف البحث عن سبل ربط الاتصال المباشر بين المستعمرتين؛ فنظمت الحكومة الفرنسية رحلات لهذا الغرض، وشجعت الرحالين على تدوين ملاحظاتهم ونشرها. مثّلت العوامل الطبيعية والبشرية عائقًا جعل اختراق المجال عسرًا، انضافت إليها التمثلات الخاطئة حول المنطقة، فكان ذلك من النواقص الكبيرة لهذه النصوص، جعلت الكثير من الدارسين يتحفظون على مضامينها، إذ كان من الصعب عزل ذات الرحالة عن الشيء الموصوف ما دام أنه يعبر انطلاقًا من رؤية عصره وثقافة موطنه. هكذا كانت هذه الكتابات تكريسًا لصورة نمطية متكررة، تؤطرها عدة مرجعيات عميقة في التاريخ الأوروبي، وهو ما تحاول الدراسة تفنيده وعرضه.
  • تتناول هذا الدراسة التاريخية إشكاليةً جديدةً في البحث التاريخي المغربي. ويتعلق الأمر بجدلية العلاقة بين الشاهد (الفاعل التاريخي، والسياسي خاصةً) والمؤرخ الجامعي، بين الشهادة والتاريخ. وقد طرحت هذه الإشكالية في سياق ما عرفه المغرب من حضور لافت للذاكرة والشهادة في المشهد الاجتماعي والحقل التاريخي، واتساع دائرة البوح بما وقع في الماضي القريب والراهن؛ وذلك في سياق الانفتاح النسبي الذي عرفته الحياة السياسية وتوسيع هامش الحريات العامة التي عرفها هذا البلد في الآونة الأخيرة. وقد أدى هذا الواقع الجديد إلى سوء فهمٍ وصراعات في أحيان كثيرة بين المؤرخين والشهود حول أحقيّة أيّ طرف منهما في كتابة تاريخ هذه الفترة. وقد حاولت الدراسة أن تضع حدود التمايز بين النوعين من الكتابة التاريخية، وأن تبيّن الحدود الفاصلة بينهما.
  • يحلل راناجيت غُهَا في دراسته الشهيرة هذه، التأريخَ الذي تناول حركات التمرد الفلاحية في الهند المستعمَرة. وأطروحته الأساسية في هذا التحليل هي أنَّ المؤرخين الذين درسوا هذه الحركات لم يأخذوا في الحسبان وعيَ الفلاحين الخاص، ولذلك وصفوا تمرداتهم بأنها هبّات عفوية أو اكتفوا بدراسة خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية. يأخذ غُها على هؤلاء المؤرّخن أنّهم ينظرون إلى التمرد على أنّه خارجيّ بالنسبة إلى وعي الفلاحين. وهو يرى أنّ هذه المشكلة لا تعود إلى استخدام المؤرخين غير النقدي للمصادر الرسمية فحسب، بل إلى إسقاطهم وعيهم الخاص على الموضوع الذي يتفحصونه أيضًا. هكذا يجد غُهَا أنّ ثمّة بقعة عمياء تسم ضروب الخطاب التاريخي المختلفة التي يدعوها بالأولي والثانوي والثالثي. ولا يقلّ استجلاؤه هذه البقعة العمياء ونقدها عن تهيئة الأرضية لمنهجية جديدة في التأريخ، منهجية تعيد الاعتبار لوعي التابع، بما في ذلك تديّنه، وتترك له أن يتكلم ويفعل بوصفه ذات تاريخه.
* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
الأعداد الأخرى للمجلة المختارة، قد يهمك قراءتها