تطرح هذه الورقة موضوع تحديات المرحلة الانتقالية في تونس من منظور موقع الاتحاد العام التونسي للشغل وخصائصه ودوره في هذه العملية. ولأن النقاش في هذا الموضوع يستدعي بالضرورة بعض المفاهيم والفرضيات لنظريات المراحل الانتقالية في التحولات الثورية، فإن الباحث اختار الاشتغال بمفهوم المجتمع المدني، وذلك بعدما عرى بعض نقاط ضعفه ووسع سوسيولوجيًّا وأنثروبولوجيًّا، عن طريق بولياني وهابرماس، من مجال فاعليته الكشفية. وهكذا بدا الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم أحد أهم مكونات المجتمع المدني في تونس، بينما ضُبط الحيز المعرفي للمفهوم بالتركيز على القوى المدافعة عن قيم العدالة والكرامة، المتصدية للاستبداد السياسي، والمساندة للحريات التي كسبها المجتمع سوسيولوجيًّا عبر مسيرة طويلة من تفكيك البنى والثقافات الجماعوية المكبلة لهذه الحريات.