يتناول البحث سؤالًا أساسيًا يتعلق بالعوامل العميقة لانتقال الأدبيّات السلطانية الساسانية من محيطها الأوَّلِ (الفارسي /الزرادشتي) إلى محيط آخر مغاير لها (العربي/ الإسلامي). ويركز على العوامل الاجتماعية في عملية الانتقال تلك، محاولًا إعادة فحص العوامل التقليدية؛ فعالج البحث الموضوعات الأساسية الآتية: أسباب نشوء الأدبيات السلطانية الساسانية في سياقها الأول، ثم دراسة حاجات الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الشرعية ومواجهة المعارضة وأهمية ترجمة الآداب السلطانية الساسانية في تلك التحديات. وبيّن البحث كيف وظف الخليفة المأمون الآداب السلطانية الساسانية لاحقًا في الحرب الأهلية؛ إذ كانت تلك الآداب جزءًا من أيديولوجيته من أجل ترميم صورة الخليفة. وتوصل البحث إلى نتائج أساسية منها: أن العامل الذي سرع انتقال التراث الساساني السلطاني إلى العباسيين يتجلى في تماثل التجربتين السياسية والاجتماعية على مستوى طريقة الحكم وفلسفته، وواقع المعارضة التي واجهتها الدولة. وقد ركز المحتوى الأساسي للآداب السلطانية في العصر العباسي على معاني الطاعة للسلطان والحاكم بوصفه امتدادًا للسلطان الشرقي القديم.