منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتحوّل النظام الدولي إلى أحادي القطبية، لم تنقطع التوقعات بشأن الماهية التي سيستقر عليها هذا النظام مستقبلًا. فهناك من يتوقع استمرار الأحادية القطبية (الولايات المتحدة)، ويرى آخرون عودة الثنائية القطبية (الصين مقابل الولايات المتحدة)، بينما يعتقد غيرهم أن النظام الدولي يتجه إلى أن يكون متعدد الأقطاب (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، واليابان، والهند ... إلخ). على خلاف هذه التوقعات، تفترض هذه الدراسة أن النظام الدولي القادم سيكون ثلاثي القطبية، تقتسمه الولايات المتحدة والصين وروسيا. ولاستطلاع العلاقات الناشئة بين هذه الدول، والتعرف إلى توجهاتها، وما تنيطه كل لنفسها من دور في هذا العالم، تعالج الدراسة أحدث الرؤى الإستراتيجية لكل منها، وذلك بتحليل مضمون مُقارن لثلاث وثائق رسمية تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية للدول الثلاث. وتنتهي الدراسة باستعراض مختصر لانعكاسات هذه الرؤى على النظام الدولي.